توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تراجع «أوباما» عن دعم «الإخوان»؟

  مصر اليوم -

لماذا تراجع «أوباما» عن دعم «الإخوان»

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

كتب إريك تراجر مقالاً طويلاً، أُقدّمه للقارئ المصرى بشىء من التصرُّف، يشير إلى أن أخطاء جماعة الإخوان فى فترة ما بعد الإطاحة بالدكتور مرسى جعلت الإدارة الأمريكية تتراجع عن تأييدهم تباعاً.

يقول «تراجر»: ما حدث فى «رابعة» عكس الفشل الكلى لاستراتيجية «الإخوان» ما بعد «مرسى» وهزيمتهم فى الصراع على السلطة مع الحكومة المدعومة من قِبَل الجيش الذى تولى زمام الحكم إثر الإطاحة بـ«مرسى». وبعد ثلاثة أعوام، لم تسترد جماعة الإخوان عافيتها بعد، إذ إن الآلاف من قادتها يقبعون فى السجون أو فى المنفى فى ما قُتل مئات آخرون على الأقل، ولم تعد «الجماعة» لاعباً مهماً على أرض الواقع.

وقد وجّه تفريق الإخوان وأنصارهم فى «رابعة» ضربة قاسية جداً لجماعة «الإخوان». ففيما يتخطى عدد القتلى المرتفع، فقدَ قادة «الجماعة» وكوادرها ملاجئهم الفعلية، وخلال الأشهر القليلة التالية انتهى الأمر بالآلاف منهم إما فى السجن أو فى المنفى. وفى نهاية عام 2013، أصبحت بنية «الجماعة» التراتبية بشكل واضح مقطوعة الرأس بالكامل، مما جعلها غير قادرة على تنفيذ أى نوع من الاستراتيجيات الوطنية داخل مصر. وفى حين تستمر جماعة «الإخوان» بنشر أفكارها ونهجها السياسى، انطلاقاً من قاعدتها الفعلية فى إسطنبول، فإنها لم تعد تُشكل تهديداً ملحوظاً للحكومة الحالية، وبالكاد يمكن رؤيتها فى مصر اليوم.

سألتُ «الببلاوى» ما إذا كان يساوره أى إحساس بالندم بشأن «رابعة»، اعتبر «الببلاوى» أن مستقبل مصر كان على المحك، ولم يكن يتصور بديلاً أفضل مما حصل، قائلاً: «كان الأمر مؤلماً للغاية، لكن عندما تذهب إلى الحرب، يفقد عدد من أبنائك.. ذراعهم أو حتى حياتهم، لكنك بالمقابل تُنقذ بلادك. كان الأمر فظيعاً وسيئاً للغاية، ولم يكن القرار سهلاً، إنما كان حتمياً».

أما بالنسبة إلى جماعة «الإخوان»، فتبقى «رابعة» رمزاً مهماً لـ«صمودها» فى مقاومة الإطاحة بـ«مرسى» ويُحتفل بالضحايا الذين سقطوا فى «ميدان رابعة العدوية» و«ميدان النهضة» كشهداء أبرار على صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بـ«الإخوان» وفى أماكن أخرى. لكن فى الأشهر الأخيرة، بدأت «الجماعة» تعيد تقييم استراتيجية قادتها الفاشلة خلال تلك الفترة. وفى هذا الإطار، تساءل أحد مؤيدى «مرسى» مؤخراً لمَ بقى «الإخوان» ببساطة فى «ميدان رابعة العدوية» بعد أن وجّه الجيش المصرى إنذاراً لـ«مرسى» أمده 48 ساعة فى 1 يوليو 2013، عوضاً عن التحرّك باتجاه مقر «الحرس الجمهورى» حيث كان «مرسى» موجوداً، وذلك لمنع الجيش من القبض عليه.

وبطبيعة الحال، اكتسبت هذه الأسئلة أهمية أكبر فى أعقاب الانقلاب الفاشل الذى شهدته تركيا الشهر الماضى، بينما درس الإسلاميون كيف تمكّن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من تجنُّب مصير «مرسى». على سبيل المثال، يذكر عمرو فراج، الذى أسّس شبكة «رصد» التابعة لـ«الجماعة»، كيف أن «الإخوان» وفى اليوم نفسه بعد الإطاحة بـ«مرسى»، تلقوا توجيهات بالتعامل باحترام مع الجنود الذين كانوا يدخلون ويخرجون من مبنى تابع لوزارة الدفاع بالقُرب من «ميدان رابعة العدوية». فقد نشر «فراج» على موقع «فيس بوك» ما يلى: «إخوتنا الأعزاء كانوا يقولون: نحن (مسالمون). سلميتنا أقوى من الرصاص. لذلك، تلقينا صفعة قوية على أعناقنا».

وتعكس عمليات إعادة التقييم موضع البحث، التغيير الأهم الذى حصل داخل جماعة «الإخوان» خلال الأعوام الثلاثة منذ «مجزرة رابعة»، وهو أن المنظمة أصبحت مجزّأة على نحو متزايد. فقادة «الإخوان» إما فى السجن أو مختبئون أو مبعثرون بين دول مختلفة فى المنفى، مما ولّد صراعاً داخلياً على السلطة لم تتم معالجته بعد. بعبارة أخرى، ما زال هناك الكثير من (أتباع) «الإخوان المسلمين»، إلا أن جماعة «الإخوان» لم تعد (ناشطة)، على الأقل فى الوقت الراهن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تراجع «أوباما» عن دعم «الإخوان» لماذا تراجع «أوباما» عن دعم «الإخوان»



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon