توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران تعلن: هل من منافس؟

  مصر اليوم -

إيران تعلن هل من منافس

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

نقلت «رويترز» عن وزارة الخارجية الإيرانية، الأمس الجمعة، أن تأييد مجلس الشيوخ الأمريكى تمديد العقوبات على إيران لـ10 سنوات ينتهك اتفاقاً نووياً تاريخياً، تم التوصل إليه بين طهران والقوى العالمية الست عام 2015، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمى، فى بيان جرت قراءته على التليفزيون «تمديد الكونجرس الأمريكى العقوبات انتهاك للاتفاق، وسنبلغ لجنة إيران المكلفة بمراقبة تنفيذ الاتفاق بذلك»، وقال أعضاء فى الكونجرس ومسئولون أمريكيون إن تمديد قانون عقوبات إيران تمت الموافقة عليه بالإجماع أمس الخميس، ولا ينتهك الاتفاق النووى الذى كبحت إيران بموجبه جماح برنامجها للطاقة النووية، مقابل تخفيف العقوبات عليها، وحذر الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى فى نوفمبر من أن تمديد العقوبات سينتهك الاتفاق وتوعد بالرد، ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن قاسمى قوله «الحكومة الأمريكية مسئولة عن الوفاء بالتزاماتها الدولية»، وتنتهى فترة العمل بقانون عقوبات إيران فى 31 ديسمبر إذا لم يمدد، ولم يدفع البيت الأبيض باتجاه تمديد القانون، لكنه لم يعبر عن اعتراضات قوية، وقال بعض المساعدين فى الكونجرس إنهم يتوقعون أن يوقع الرئيس باراك أوباما القانون، وكان الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترمب، قد عبر عن معارضته للاتفاق النووى خلال حملته الانتخابية، وكان رد فعل إيران بالأمس هو ما أعلنته الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن إيران تسيطر الآن على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، واعتبر مسئول البحث عن المفقودين فى الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، إن مضيق هرمز والخليج «منطقة استراتيجية، وأن إيران تبسط سيطرتها، فى هذه المنطقة بشكل كامل»، وأكد زادة، فى تصريحات نقلتها وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، على «ضرورة أن تبقى سيطرة إيران مستمرة على تلك المناطق ومن مستلزمات ذلك هو الوجود المقتدر»، بحسب تعبيره، ولكن الأمر له أبعاد سابقة، فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، أن إيران تجاوزت قليلاً الحد المسموح به لمخزون مواد حساسة، الذى حدده الاتفاق النووى مع القوى العالمية، يأتى ذلك بعد ساعات من فوز دونالد ترمب، الذى انتقد الاتفاق بقوة بانتخابات الرئاسة الأمريكية، وقالت الوكالة إن هذه هى المرة الثانية التى تتجاوز فيها طهران الحد المسموح به لمخزون الماء الثقيل، منذ دخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ فى يناير كانون الثانى، وأضافت أن مخزون إيران بلغ 130.1 طن الثلاثاء الماضى، وهو أزيد قليلاً من الحد المسموح به، وهو 130 طناً لهذه المادة التى تستخدم لتبريد مفاعلات، مثل المفاعل الإيرانى الذى لم يكتمل بناؤه فى آراك، والمرة الأخيرة التى تجاوزت فيها إيران هذا الحد كانت لفترة وجيزة، ومرت دون انتقادات كبيرة من الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، لكن تصريحات ترامب أثارت الشكوك حول ما إذا كانت إدارته ستتعامل مع مثل هذه المواقف بنفس الطريقة، وقالت الوكالة فى تقرير سرى اطلعت عليه «رويترز» فى الثانى من نوفمبر 2016 «عبر المدير العام عن قلقه، فيما يتعلق بمخزون إيران من الماء الثقيل لنائب الرئيس الإيرانى ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، على أكبر صالحى»، وتراقب الوكالة القيود التى فُرضت على الأنشطة النووية الإيرانية، بموجب الاتفاق الذى أبرمته طهران العام الماضى مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، ورفع الاتفاق أيضاً عقوبات دولية كانت مفروضة على طهران، وأبلغت إيران الوكالة أنها تستعد لنقل خمسة أطنان من الماء الثقيل خارج البلاد، على النحو المنصوص عليه فى الاتفاق، وقال دبلوماسى كبير إن طهران تعتزم القيام بذلك فى الأيام المقبلة.

كان ترامب قد وصف الاتفاق النووى، الذى يعد واحداً من أكبر إنجازات الرئيس باراك أوباما، بأنه «أسوأ اتفاق جرى التفاوض بشأنه على الإطلاق»، وقال إنه «سيراقب الاتفاق مراقبة شديدة لا تتيح لهم (الإيرانيين) فرصة (لإنتاج أسلحة نووية)»، وتجاوزت إيران أيضاً الحد المسموح به لمخزون الماء الثقيل فى فبراير شباط، حيث بلغ 130.9 طن.

هذا ينقلنا إلى ما سبق وقد نقلته عن بعض المقالات الأجنبية من أنه مع اتضاح صورة مرحلة ما بعد الاتفاق النووى فى الشرق الأوسط تقريباً الآن، يتم تخصيص منبر لتنسيق عربى أمريكى أقوى، يمكن تلخيص هذا المنبر فى كلمتين: احتواء إيران، وميزان القوى، الذى يظهر بشكل ملموس فى هذه المرحلة من الوقت فى الشرق الأوسط، تدور رحاه فى سوريا والعراق، ويلزم ضبط ميزان القوى فى سوريا والعراق لتجنيب المنطقة التخريب الإيرانى فى المستقبل، وبالنسبة لأولئك الذين يقولون إن إيران لا تفعل شيئاً «تخريبياً» فى المنطقة، فإننا نسأل ببساطة لماذا تسلل الإيرانيون إلى العراق بعد الغزو الأمريكى، وقتلوا كلاً من الأمريكيين والعراقيين للتلاعب بالمسرح السياسى لصالحهم؟ وسوف نسأل عن العصابات الإرهابية التى جرى اعتقالها فى الكويت والبحرين والسعودية؟ وسوف نسأل عن السفن التى تحمل أسلحة للحوثيين فى اليمن التى جرى رصدها واعتراضها قبالة الشواطئ اليمنية، وسنسأل أيضاً عن الحرس الثورى فى لبنان وسوريا والبحرين، هذه ليست سياحة، بل عمليات تخريب وإرهاب، يتم تعريف توازن القوى فى المنطقة الآن بالمعركة الجارية فى سوريا، فسوريا هى المكان الذى «تختبر» فيه كل من روسيا والولايات المتحدة وإيران والعرب وتركيا قدراتهم لتشكيل الديناميات الإقليمية، كان الوضع قبل نحو 10 إلى 15 سنة مختلفاً، حينها، لم يكن سوى الولايات المتحدة والعرب هم من يشكلون هذه الديناميات، يرجع التغيير أساساً إلى ثلاثة عوامل، الأول هو زلزال عام 2011 الذى سبب ضرراً لنظام الأمن الإقليمى بشكل خطير، والثانى هو التقدم الذى حققته إيران فى بناء قدرات كل من الحرب غير المتكافئة والقدرات العسكرية، والثالث هو الخفض التدريجى للدور الإقليمى للولايات المتحدة.

فى سوريا والعراق لا بد أن تتعلم إيران أن جسور تعاونها مع المنطقة ستكون عبر التجارة والتنمية والتعاون لبناء مستقبل إقليمى مشترك لجميع دول المنطقة بدلاً من الحرب غير المتكافئة والتخريب والتدخل لإحداث المزيد من الكوارث مثل تلك التى تعانى منها كل من سوريا والعراق، وفى سوريا والعراق ستتم معايرة موازين النفوذ فى الشرق الأوسط، وبالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن إيجاد إيران معتدلة أمر ممكن، نقول لهم ببساطة أن يستعدوا لمزيد من المفاجآت السيئة، لن تتحول إيران إلى قوة أقل عدوانية، بل على العكس من ذلك، ستتحول إلى قوة أكثر عدوانية بعد الاتفاق النووى، وللمساعدة على إعادة تشكيل سياسات إيران الإقليمية، لا بد أن تعلم إيران أن عمليات التخريب ستجلب المتاعب فقط على كل من المؤسسة السياسية والشعب الإيرانيين، للأسف لا توجد وسيلة أخرى لإقناع الحرس الثورى الإيرانى بالتعامل مع الأمور بطريقة مختلفة، فى الواقع إن السلام الإقليمى يتعارض بشكل كامل مع طبيعة و«مبرر» وجود فيلق القدس الذى يقوده السيد سليمانى، فإذا كان هناك سلام فى المنطقة، فإن العنصر الأكثر نشاطاً فى الحرس الثورى لن يكون له فائدة، ما الذى يمكن أن يحفز الحرس الثورى بالضبط على السعى خلف تحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة؟ يجب على الولايات المتحدة والدول العربية إعادة بناء استراتيجياتهم الإقليمية وعلاقات العمل من أجل تعليم الإيرانيين حقيقة واحدة بسيطة، وهى أنه لا يبدو أنهم يفهمون أن العالم العربى ليس فارسيّاً وأن محاولات جعله فارسيّاً سيكون ثمنها باهظاً، يجب ألا تقتصر علاقات العمل العربية الأمريكية على صفقات الأسلحة، فهذا سبيل لمزيد من المتاعب، إذا لم تتوقف إيران عن التدخل فى المنطقة ودعوة الآخرين إلى التدخل، فإن الأزمة الإقليمية ستكون ثقباً أسود فى النظام العالمى، كان يتعين إبعاد أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى عن الشرق الأوسط، ومن أجل إبعادها يلزم على إيران أن تفهم ما لم تفهمه بعد، وينبغى مناقشة تدابير واضحة علناً للتوضيح للإيرانيين أن أفعالهم قد تكلفهم ثمناً باهظاً، فمن خلال التحدث بصوت عالٍ عن هذا الثمن يمكن للعالم أن يثنى الشعب الإيرانى عن الاستماع إلى خطاب المتعصبين، إن كلّاً من المجتمع الدولى والشعب الإيرانى يضعان الشرق الأوسط فى خطر كبير إذا كانا يعتقدان أن البيانات الدبلوماسية الناعمة من قبل طهران وبعض السياسيين ستجدى نفعاً، فما يهم هو الأفعال المتبعة، وتشى الأفعال بالكثير عند رؤية السيد سليمانى يجوب المنطقة كما لو أن إيران قد ضمتها بالفعل، وأصبحت جزءاً من حلم «الإمبراطورية الفارسية العظمى» الوهمى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران تعلن هل من منافس إيران تعلن هل من منافس



GMT 09:19 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

شريك المأوى

GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:50 2024 الأحد ,14 إبريل / نيسان

الديمقراطية ومحكمة حقوق الإنسان

GMT 04:40 2023 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

جلّادون

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon