توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر والسعودية

  مصر اليوم -

مصر والسعودية

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

كتبت من قبل هذا الكلام، وأكرره لأهميته فى ضوء ما أرصده من علامات اختلاف قد يؤدى إلى خلاف.

دون السعودية فلا قيامة للعرب، ودون مصر فلا وجود للعرب.

إذاً ما المطلوب؟ المطلوب هو التطابق فى إدراك مصادر التهديد المشترك، لأن مصادر التهديد فعلاً مشتركة ومتطابقة. قلت من قبل إن العاهل السعودى والرئيس المصرى رجلان يعيان خطورة المأزق الذى تعيشه الأمة العربية.

نحن بصدد «سايكس بيكو» جديدة، سواء بالمعنى الحرفى أو بالمعنى المجازى، سواء كان هناك من يجلس فى مكان ما على بُعد آلاف الأميال، كى يعيد تقسيم حدود المنطقة، أو من تقاطعت مصالحه والتقت أهدافه مع أهداف قوى محلية أو إقليمية، قد يكون لها أهداف مشروعة على المستوى الإنسانى، لكن يمكن استغلال أهدافها هذه لتحقيق مخطط أكبر، هى لم تكن على وعى به. الرجلان يعلمان أن الأمة العربية تعيش اختباراً لا يقل قسوة أو خطورة أو أثراً عن اختبار رسم حدود المنطقة الذى حدث من مائة عام، حين تم الاتفاق ودياً بين المستعمرين على إطلاق يد فرنسا فى المغرب العربى، مقابل أن تبتلع إنجلترا مصر والسودان، وأن يتم تقسيم إرث الدولة العثمانية إلى مناطق نفوذ، بحيث تكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا، والعراق من نصيب إنجلترا، وهكذا. هناك خطر إقليمى داهم لا يتجاهله إلا ساذج، وهو ما سماه الملك الأردنى منذ فترة «الهلال الشيعى» الممتد من إيران إلى المنطقة الشرقية فى الجزيرة العربية، امتداداً إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان. نحن، العرب، فى أضعف أحوالنا يقيناً. وما كان متماسكاً، حتى لو شكلياً قبل 2011، تعرّت عنه ورقة التوت بعد أن أصبح ضعف دولنا ومجتمعاتنا حقيقة يعلمها من لا يريدون لنا خيراً ويروننا فريسة سهلة كى يعيدوا تشكيل حدود دولنا. هناك أربع دول عربية انتهت فعلياً؛ هى الآن أشباه دول داخل كيانات جغرافية ودبلوماسية لها أعلام وحكومات شكلية احتفالية أكثر منها كيانات سياسية وقانونية قادرة على أن تُسيطر على أمنها وحدودها، وهى فلسطين المحتلة، ولبنان المنقسمة، والصومال المنسية، والسودان المهدّدة. وتسير فى الوجهة نفسها، وبدموية أكثر أربع دول أخرى: العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن. هم يريدون منا أن نظل نتقاتل ونتقاتل، نتفتت ونتفتت.

ولو بدت علامات هدنة أو هدوء أو تسوية فسيفعلون كل ما يستطيعون من أجل استمرار الحرب والاقتتال والاستنزاف. وهذا ما فعله الأمريكان حين كانوا يعقدون صفقات الأسلحة مع العراق ويبلغون إيران، عبر وسطاء، بأماكن تخزينها. مصر بحاجة إلى دعم أشقائها فى فترة صعبة نعيشها ولا ينبغى أن تطول. والمملكة تدعم مصر، ليس فقد باحتياطيها النقدى المهول الذى يتخطى 750 مليار دولار، لكن بحشد الطاقة لمؤتمر أصدقاء مصر، نتمنى أن يتمخض عنه فى النهاية مشروع مارشال عربى مصرى، كى لا تكون مصر دُولةً بين الأغنياء أو الأقوياء من دول المنطقة. أكرر إن مصر آخر عمود فى المنطقة العربية؛ كان شائعاً أنه دون مصر فلا حرب مع إسرائيل، ودون سوريا فلا سلام مع إسرائيل. ويمكن أن أعيد صياغتها لأقول: دون السعودية لا قيامة للعرب، ودون مصر لا وجود للعرب.

وبناءً عليه فإن محور «القاهرة - الرياض» مطلوب منه أن ينتشل بقية أمتنا العربية مما هى فيه. «التطابق فى إدراك مصادر التهديد المشترك، لأن مصادر التهديد فعلاً مشتركة ومتطابقة» عبارة قد تبدو إنشائية لمن لا يعرف الكثير عن العلاقات الدولية. هذا هو مثلاً نمط العلاقة بين الولايات المتحدة وإنجلترا.

نحن بحاجة إلى أمر من هذا فى واقعنا هذا وفى وقتنا هذا. المعادلة بسيطة: التحالف أو الانهيار.

اللهم ألّف بين قلوبنا، واجمع شتات أمرنا، واجعل غدنا أفضل من يومنا.. آمين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر والسعودية مصر والسعودية



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon