توقيت القاهرة المحلي 17:56:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حلب.. انتصرت الهمجية

  مصر اليوم -

حلب انتصرت الهمجية

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

من يتابع ما يحدث فى حلب يصل إلى استنتاج أن العالم رجع إلى واحد من أسوأ عهوده البربرية من المنظور الإنسانى ومرحلة جديدة من الصراع فى سوريا. وكما جاء على موقع «بى بى سى»، نشرت صحيفة «صاندى تلغراف» مقالاً تحليلياً عن تبعات سيطرة القوات السورية الحكومية على مدينة حلب، وخروج فصائل المعارضة المسلحة منها، وتأثير ذلك على النزاع المسلح فى البلاد.

يقول الكاتب كون كوغلين إن النصر الذى حققته القوات السورية الحكومية فى حلب لا يُتوقع أن ينهى النزاع فى البلاد، لأن فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال. ويذكر كوغلين أن حلب كانت منذ اندلاع النزاع ضد نظام الرئيس بشار الأسد محط أنظار المعارضة المسلحة، لأن المدينة بعدد سكانها البالغ أكثر من مليونين، تُعتبر مركزاً مالياً واقتصادياً فى سوريا.

ويضيف أن المدينة لم تكن فى البداية مسرحاً للاحتجاجات التى بدأت فى عام 2011، «لكن الانتفاضة وصلت إليها سريعاً بحكم قربها من تركيا، التى تدعم السنة فى سوريا فى سعيهم لإسقاط الدكتاتورية العلوية، المتحالفة مع إيران الشيعية». ولم تتمكن فصائل المعارضة المسلحة فى هجومها عام 2012 من السيطرة على كامل حلب، التى بقيت مقسمة بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران غرباً والمعارضة المدعومة من دول غربية وعربية شرقاً.

ويقول الكاتب إن التدخل الروسى فى النزاع عام 2014 هو الذى رجح الكفة ميدانياً لصالح القوات الموالية للنظام السورى، وإن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تدخل فى سوريا بعد تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن تعهدهما بقصف النظام السورى إذا واصل استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى.

«وسمح التعاون بين الغارات الجوية الروسية وقوات الحرس الثورى الإيرانى والميليشيات الشيعية مثل حزب الله لقوات النظام بشن حملة لاستعادة السيطرة على كامل حلب»، وتكون بذلك أحكمت سيطرتها على كبريات المدن فى البلاد، بحسب ما ورد فى المقال.

لكن الكاتب يستبعد أن تنهى معركة حلب النزاع فى سوريا، لأن الكثير من فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال، حتى إن اضطرت إلى الانسحاب من المدينة، ويتوقع أن تنتهج هذه الفصائل حرب العصابات، التى يعرفها الجيش الروسى منذ حرب أفغانستان فى الثمانينات.

ويقول كوغلين إن النظام السورى لا بد أن يدرك أن الوحشية التى تعامل بها مع المدنيين العالقين وسط المعارك لا يمكن إلا أن تزيد فى حشد أتباع الجماعات المقاتلة مع المعارضة. ويتوقع الكاتب أيضاً من تركيا والسعودية ردة فعل على سقوط حلب بمواصلة دعم الجماعات المقاتلة ضد الأسد والإيرانيين.

إن ما حدث فى حلب نصر كبير للرئيس بشار الأسد وإدانة للغرب لأنه لم يقدم الدعم المناسب لهؤلاء الذين يقاتلون منذ 2011 من أجل إسقاطه.

كما نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالاً تحليلياً عن المصالح التى حققتها إيران وروسيا من السيطرة على حلب، وبيان نقاط التقاطع والتنافر بينهما مستقبلاً فى سوريا. ويقول مارتن تشولوف فى مقاله إن وقف إطلاق النار يعد تتويجاً لتدخل موسكو فى حلب، ويعطيها أحقية المشاركة فى صياغة أى اتفاق للسلام، بعد 15 شهراً من القصف الجوى على مناطق المعارضة.

أما طهران فترى أن السماح للمدنيين والمسلحين بالخروج من حلب يُفقدها بعض القوة، خاصة أن نفوذ إيران أصبح يحجب دور روسيا.

ويضيف أن إيران رفضت خروج المدنيين المحاصرين فى حلب، رغم اتفاق تركيا وروسيا على ذلك، وطالبت فى المقابل برفع الحصار عن بلدتين تسكنهما أغلبية شيعية شمالى حلب هما الفوعة وكفريا.

ويقول إن «حلب مهمة فى استراتيجية إيران بالمنطقة، إذ تسعى طهران إلى إنشاء خط برى مفتوح للشيعة باتجاه البحر المتوسط، واقترحت إرسال السوريين السنة إلى محافظة إدلب وجلب الشيعة من الفوعة وكفريا إلى الزبدانى».

حلب ليست فقط مأساة إنسانية ولكنها خطوة فى اتجاه سيطرة إيران على مفاصل المنطقة.

المصدر : صحيفة الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب انتصرت الهمجية حلب انتصرت الهمجية



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon