توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

  مصر اليوم -

الدين بين الإصلاح والمتاجرة

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

جاء فى «الوطن» بالأمس أن عز الدين دويدار، أحد قياديى جماعة الإخوان من الشباب المقيمين فى مصر، قال إن رفض إبراهيم منير، الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان، للعمليات الانتحارية التى أحلها الشيخ يوسف القرضاوى، بـ«الكارثى والمستفز». وقال «دويدار»: «يمكن فهم كلام منير فى سياق تصريحاته الكارثية فى مجلس العموم البريطانى، التى تبرأ فيها من العنف، على اعتبار أن ذلك نوع من المراجعات الفكرية المقصود به إرضاء الغرب على حساب ثوابت الشرع والدين». وأضاف «دويدار»: «الكارثى أكثر أن كلام منير يتناغم مع تصريحات تحرض على الشيخ القرضاوى». وتابع: «الحمد لله كثيراً أن هذا الجيل يودعنا، وأن جيل شباب الإخوان أكثر وعياً وثباتاً وتجربة من أن ينجرفوا خلف هؤلاء الذين فشلوا فى التقدم، فحاولوا النجاح فى التأخر». فى الوقت نفسه، كشفت مصادر أن قيادات الإخوان كانت، قبل نشوب خلافات على ريادة التنظيم بعد فض اعتصام رابعة، توزع على الشُّعب والمكاتب الإدارية التابعة للتنظيم فى المحافظات، مذكرة بفتاوى لعدد من مشايخ الإخوان فى مصر والدول العربية، ومنهم يوسف القرضاوى، تبيح تنفيذ العمليات الانتحارية سواء فى مصر أو خارجها، موضحة أن هذه المذكرة كانت بمعرفة جميع القيادات التى تدّعى الآن بشكل علنى رفضها للعنف، كما اعتمد عليها شباب الإخوان، لتشكيل مجموعات إرهابية، لاستهداف الضباط والجنود.

هذا مثال واضح على المتاجرة بالدين.

ولنأخذ فى المقابل، مثالاً آخر للدين حين يكون مدخلاً للإصلاح: التمرة، والفأس، والسفينة، والفسيلة، والثغر هى الرموز الخمسة التى يمكن أن نبنى عليها روح الإصلاح، كما كتبت، وقال آخرون من قبل.

وهذه الرموز مستقاة من كلام الرسول، صلى الله عليه وسلم، لتكون أقرب إلى المكونات التى ينبغى أن يتخلق بها كل من يجعل قضية النهوض سواء الشخصى أو الجماعى قضيته الرئيسية.

فهناك أولاً روح التمرة التى أوصانا الرسول بأن نتبرع ولو بشق منها (أى بجزء منها)، وعليه فلا يحقُرَن أحدنا من المعروف شيئاً، وأحياناً أقول لبعض الشباب: ابدأ الإصلاح حيث أقامك الله بأن يجعل لنفسه أجندة إصلاح، بالمعنى المادى، يكتب فيها ما يراه خطأ واقتراحاته لكيفية الإصلاح، ويناقشها مع من يتخير من الزملاء ويرفعها لمن هم أعلى منه فى السلم الوظيفى، أو هى له حين يترقى إلى موقع المسئولية.

وهناك ثانياً روح الفأس التى تشير لأن يعتمد كل منا على نفسه قدر استطاعته، وألا يجعل من الواسطة أو المعارف مسوغ نجاحه. وقد أشار الرسول إلى الفأس، حين قال للرجل الذى أراد صدقة أن يبيع ما يملك وأن يشترى فأساً، وأن يذهب ليحتطب حتى يعمل، وألا يكون عالة على الآخرين.

وهناك ثالثاً روح السفينة، التى تقتضى منا ألا يفكر أحدنا بمنطق أنه يستطيع أن ينجو بمفرده، وأن يترك الآخرين يخرقون قاع السفينة خرقاً غير آبهين بالصالح العام، فهى مركب واحد لنا جميعاً، وحين تشرق الشمس، فستشرق على الجميع.

وهناك رابعاً روح الفسيلة التى نحن مأمورون بزراعتها حتى ولو كانت القيامة بعد ساعة، فمسئولية الإصلاح دائمة ومستمرة حتى ولو لم نر عوائدها فى حياتنا.

وخامساً روح الثغر، التى تعنى أن كلا منا على ثغر من ثغور الإصلاح، كل فى موقعه ومجاله، وكل مطالب بالاجتهاد والتفكر كيف يصلح ما هو عليه قبل أن يفكر فى إصلاح ما هو بعيد عن دائرة تأثيره.

والله نسأل الإخلاص والسداد والقبول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدين بين الإصلاح والمتاجرة الدين بين الإصلاح والمتاجرة



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon