توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا فعلت السوشيال ميديا؟

  مصر اليوم -

ماذا فعلت السوشيال ميديا

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

عندى يقين بأن وسائل التباعد (التواصل) الاجتماعى لها تأثيرات على شخصية الإنسان، ألمس ذلك عند أصدقاء وكذلك عند طلابى فى الجامعة.

ونشر موقع «ساس بوست» تقريراً مفصلاً عن هذا الموضوع جاء فيه:

«أفادت أحدث الدراسات النفسية بأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والكتابة عبرها بكثرة، يمكنه أن يتسبب فى جعلك إنساناً سطحياً على المستويين المعرفى والأخلاقى. الدراسة وجدت أن الناس الذين يكتبون كثيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أقل عرضة للانخراط فى التفكير المنعكس، كما أنهم يُظهرون اهتماماً أقل فيما يخص أهداف الحياة الأخلاقية».

الدراسة أشارت إلى حدوث انخفاض تدريجى بالفعل فيما يتعلق بالمعرفة والأخلاقيات، عند أولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى بشكل منتظم، أو يكتبون عليها كثيراً. كما أشارت الورقة البحثية الخاصة بالدراسة إلى حدوث انخفاض واضح فى مستوى التفكير المنعكس اليومى المعتاد عند الناس، وتتضح هذه المظاهر بوضوح فى مواقع التواصل الاجتماعى، التى تتعلق بالكتابة المستمرة، مثل «تويتر» و«فيس بوك». أُجريت هذه الدراسة على 149 طالباً فى إحدى الجامعات الكندية، حيث تم فحص واختبار العلاقة بين كل من كثرة الكتابة، وكثرة استخدام مواقع التواصل، وسمات الشخصية الأساسية، وردود الفعل المنعكسة، ومدى الضحالة الأخلاقية عند هؤلاء الطلبة. وأجاب الطلبة عن استطلاعات للرأى تقيس سلوكهم المتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى والكتابة عليها، ومدى استخدامهم للفكر المنعكس فى حياتهم اليومية، وأهدافهم فى الحياة، وطبيعة أبعاد شخصياتهم، وصفاتهم وخصائصهم الديموغرافية.

ولفتت الدراسة إلى أن هناك تناسباً عكسياً بين الكتابة باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعى، وبين اختيار أهداف فى الحياة ذات معايير أخلاقية، وفى الوقت نفسه تتناسب كمية الكتابة على مواقع التواصل، تناسباً طردياً، مع الأهداف ذات المعايير المتعلقة بالترفيه أو الصورة.

كما أشارت إحدى الدراسات إلى ظهور بعض الآثار السلبية الغريبة، على مدمنى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، من بين هذه الآثار، عدم قدرة الشخص على التحكم فى نفسه، مما يؤدى إلى قيام الشخص بالإنفاق كثيراً، طبقاً لما ذكره خبراء فى التسويق. يقول كايث ويلكوكس، الأستاذ فى جامعة كولومبيا، إن «الحل لهذه المشكلة يكمن فى التوعية الذاتية للشخص، فالأمر لا يتعلق بعدم قضاء الوقت على هذه المواقع، لكن المهم أن تكون واعياً لما قد يسببه الاستخدام الزائد لهذه المواقع».

وطبقاً لما ذكرته مجلة صحة المرأة المتخصصة، فإن تلك الصور التى يشاركها رواد المواقع الاجتماعية، والمتعلقة بالطعام الشهى واللذيذ، ستؤدى إلى تنشيط مركز المكافأة فى الدماغ، وتجبر المشاهدين لهذه الصور على محاولة تناول وجبة دسمة. إحدى الدراسات العلمية أشارت إلى أنه إذا ما نظرت إلى صور الطعام بعد الانتهاء فعلاً من تناول طعامك، فإنك ستصاب بالجوع من جديد.

واكتشفت إحدى الدراسات، التى قامت بها جامعتان ألمانيتان، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بكثرة، أصبحوا أكثر وحدةً وإحباطاً وغضباً بعد الجلوس لبعض الوقت واستخدام «فيس بوك»، وهو اكتشافٌ على عكس المتوقع، فمن المفترض أن «فيس بوك» مكان للتواصل الاجتماعى، ليجعلك محاطاً بالناس طوال الوقت. لكن المشكلة هنا تظهر نتيجة تصفحك لصور أصدقائك، وقصص نجاحهم اليومية، ومقارنة ذلك بنفسك، فالأصدقاء غالباً ما ينشرون أعمالهم الجيدة ونجاحاتهم عبر صفحاتهم، مما يسبب لك بعض المشاعر السلبية، كالحسد والبؤس والشعور بالوحدة. وقد بينت الدراسة أن الأشخاص الذين قضوا وقتاً معيناً على «فيس بوك»، دون أن يكتبوا أى منشور، أو ينشروا أى صورة لهم، هم أكثر عرضة للشعور بأحاسيس البؤس والحزن. وتشير الدراسة إلى أن السبب الحقيقى فى ذلك يعود إلى مقارنة حالك اجتماعياً مع أصدقائك ومعارفك على «فيس بوك». وهناك سبب رئيسى ثانٍ أيضاً، وهو نقص الاهتمام بك، عندما تجد تعليقات أو عدد إعجابات قليلاً على أحد منشوراتك، مقارنةً ببعض أصدقائك الذى حصلوا على تفاعل أعلى.

الخلاصة إذن: استخدموا مواقع التباعد الاجتماعى بحذر، لأنها قد تبعدكم عن أنفسكم.

شكراً علاء الدين السيد، مَن أعدَّ هذا التقرير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلت السوشيال ميديا ماذا فعلت السوشيال ميديا



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon