توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحبِطوا الإحباط

  مصر اليوم -

أحبِطوا الإحباط

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

حضرت بالأمس ملتقى الشباب، بإحدى الجهات العاملة فى مجال تدريب الشباب.

ومن حوارى مع الشباب تأكدت أن هذا البلد يقع ضحية حرب شرسة تُشن ضده، وهى حرب الإحباط.

الشباب يعيش فى حالة حرب نفسية ودعائية عليه، مضمونها التشكيك والقلق والتوتر والعدمية واليأس والنظرة السلبية للحياة وللمجتمع وللدولة.

فى حوارى مع الشباب، قلت لهم بعضاً مما أعرف.

أولاً، الحمد لله أن نجّى مصر من طاعون الفوضى الذى ضرب عدداً من الدول المحيطة بنا، على الأقل مقومات الدولة لم تزل قائمة. يمكن لى ولك أن نسير فى الشارع ليلاً ونهاراً بدرجة أقل من الخوف، يمكن لنا أن نرسل أولادنا لمدارس يتعلمون حتى لو كانت ليست على الكفاءة المطلوبة، قليلون منا الذين يموتون بسبب قنابل أو رصاص. لدينا ضباط وجنود يضحون بحياتهم من أجلنا. مقومات مستقبل أفضل لم تزل تلوح فى الأفق. اللهم لك الحمد على هذه النعمة، وعلى كل نعمة نسينا، أو قصرنا أو تهاونا فى شكرك عليها.

ثانياً، أحط نفسك بالناجحين ممن هم فى نفس عمرك، ومن هم أكبر منك، خذ منهم مدد الطاقة الإيجابية اللازمة كى تستمر الحياة والأهم كى تكون غنية بمادة الحياة. لا تستسلم للكآبة والإحباط واليأس. سؤال: هل لو استمعت لأغانٍ كئيبة وقضيت يومك مع أشخاص يائسين واسترجعت كل محاولاتك الفاشلة، ماذا سيكون ناتج يومك: قطعاً، يأساً وإحباطاً وكآبة وعدمية مطلقة.

ثالثاً، مستقبلك من صنع قراراتك. يومك 24 ساعة وسنتك 365 يوماً ولك القرار فى كيفية استغلالها أو إضاعتها. كثيرون منا يدخلون على النت، بعضنا يشاهدون أفلاماً وثائقية عن أشخاص ناجحين أو مجتمعات متقدمة وأغلبنا يكتفى بالنكت والتريقة والسخرية والأغانى. هذا هو الفارق بين من يدفع ثمن النجاح، ومن هو ليس مستعداً لدفع الثمن ويحوّل طاقته للسخرية من المجتهدين.

رابعاً، مصر ليست مُباعة لحد. هناك من يبدأ من طبقة اجتماعية واقتصادية مرتفعة ويحافظ على ذلك، وهناك من يبدأ من طبقة اجتماعية واقتصادية عالية، ثم يتراجع، هناك من يبدأ من طبقة اجتماعية واقتصادية متدنية ويظل على هذا المستوى، وهناك من يبدأ من طبقة اجتماعية واقتصادية متدنية ولكنه بالعمل والكفاح والتضحية يرتقى طبقياً واقتصادياً واجتماعياً. كن ممن يعرفون إلى الترقى سبيلاً.

خامساً، الواسطة والمحسوبية ليست كل شىء. نعم هناك من يجامل وهناك من يتوسط وهناك «كوسة» فى الكثير من المؤسسات والشركات والمصانع. ولكن مهما كان الأمر، فأنا كصاحب مصنع أو شركة أو قائم على شأن مؤسسة ما، سأظل دائماً فى حاجة لنصف العمال والموظفين على الأقل أن يكون بالكفاءة المطلوبة لإنجاز المهام. نعم هناك مساحة للواسطة والمحسوبية، ولكن هناك كذلك مساحة للكفاءة والاجتهاد. ولا تُغنى هذه عن تلك، فكن من المجتهدين، إن لم تكن من أصحاب الوساطة والمحسوبية.

سادساً، أعرف العشرات من الأصدقاء فى أهم وأدق الوظائف الرسمية وغير الرسمية ممن بدأوا حياتهم من مراكز مالية واجتماعية أقل مما هم عليها الآن، ولكنهم تواصوا بالأمل والعمل والكفاح إلى أن وصلوا. قالوا: لكل مجتهد نصيب، فهل لنا أن نجتهد؟

يا شباب، أحبطوا الإحباط، ولا تستسلموا لليأس، الفرص على قلتها متاحة، وعلينا أن نحسن استغلالها.

«وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً». صدق الله العظيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحبِطوا الإحباط أحبِطوا الإحباط



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon