توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة الزواج والطلاق

  مصر اليوم -

قصة الزواج والطلاق

معتز بالله عبد الفتاح

عزيزتى السيدة/ عزيزى الرجل:

أولاً، حاول ما تتجوزش لمجرد الجواز... الزواج الخاطئ «هم بالليل ومذلة بالنهار».

عيش لوحدك لو تقدر أفضل من الزواج بلا حسن اختيار... واعلم أن الحجم الأمثل للأسرة شخص واحد، أحياناً... ولو لازم تبقوا اثنين: يبقى إنت وماما أو بابا أو إنت والشغالة.

ولا تتزوج بسبب «الحب» وحده، فهو شرط ضرورى، ولكنه ليس كافياً. ولنتذكر أن كلمة «حب» حين وردت فى القرآن الكريم للتعبير عن علاقة الرجل بالمرأة ذُكرت على سبيل التحذير، مثلاً: «زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب».

وفى سورة يوسف: «قد شغفها حباً».

إذن، الحب بلا ضوابط يصبح أقرب إلى الشهوة والشغف الخالى من كوابح العقل، لذا لا تجعل العاطفة تغلب العقل، لأن الحب كما هو عاطفة، فالكراهية عاطفة، والغيرة عاطفة، والشك عاطفة، وكلها عواطف مدمرة، إن لم يضع عليها العقل شيئاً من الكوابح.

ثانياً: طوّل فترة الخطوبة... كلما أطلت فترة الخطوبة عرفت الشخصية اللى أمامك أحسن بالذات وهو (أو وهى) غضبان، لأن ساعة الغضب بيبان مدى نبل الإنسان أو سوء أصله. الإنسان الغضوب عادة بيكون شخصية هيسترونية معقدة هيطلع عينك بعد الجواز (اضطراب هيستريونك بيرسنوالتى نوع من أنواع اضطراب الشخصية الذى أزعم أن كثيرين (كثيرات) مصابون به بس ما بنعرفش إلا بعد فوات الأوان. وتذكر (تذكرى) أن الغضب المفضى إلى عدم الاحترام، آفة تدمر العلاقات الإنسانية.

من لا يحترمك، قولاً أو فعلاً، عمداً أو سهواً، فهو غير جدير بك. وهذا عادة ما يظهر فى فترة الخطوبة الطويلة.

لو طولت فترة الخطوبة غالباً هترجع للخطوة الأولى مرة أخرى. ما تزعلوش، ده رحمة من ربنا حتى لو على غير هوانا.

ثالثاً، لو اتجوزتم ما تخلفوش لمدة سنة. ليه؟ الخلفة ليست قيمة فى حد ذاتها وإنما هى مسئولية كبيرة.

خلفوا بس مش على طول، اتأكدوا إنكم ناويين تكملوا وأنكم تستطيعون تحمل تكلفة «عملية» الجواز، لأن الجواز عملية تحتاج رعاية وعناية، مثل السيارة التى تحتاج لبنزين وصيانة.

رابعاً، لو اتجوزتم وخلفتم حاولوا ما تطلقوش إلا بعد الأولاد ما يوصلوا لسن كبيرة نسبياً حتى يستوعبوا المواضيع، ويكونوا بعيدين نسبياً عن التأثيرات السلبية للخناق والخلاف والزعل والضيق.

خامساً، لما تطلقوا، وهذا احتمال وارد، تذكروا قول الله تعالى: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان». والإحسان أسمى من المعروف. أكرمها حتى لو ضد هواك، فمهما كانت أخطاؤها فلا تهنها، ومهما كانت أخطاؤه فتذكرى العشرة الطيبة قدر ما يستطاع.

اجعلوا الطلاق سريعاً كريماً هيناً ليناً ومبنياً على أسباب قوية. بلاش طلاق الدلع الذى يتبعه الندم.

الإنسان نادراً ما بيجد إنسان كويس فيه صفات قليلة معيبة. ما تدمرش (وما تدمريش) العلاقة لأسباب متغيرة مع الزمن، بمعنى أنك تراها الآن سلبية جداً وبمرور الوقت تكتشف أنها لم تكن صفات سلبية لهذه الدرجة، وتدخل فى مرحلة الندم.

ربما قبل ما تطلقوا خذوا إجازة من بعض شوية بس مش كتير. ولنتذكر قول القائلة: هسيبه علشان يعرف قيمتى. وبعد 3 شهور بتسألها صاحبتها: عرف قيمتك؟ فردت عليها باكية: لأ، عرف لمياء وشيماء ودعاء وأسماء وهناء وسناء.

ما كان معاك إيه اللى خلاك تضيعه من إيدك؟

سادساً، الطلاق لا يعنى أن أحداً جيد والآخر معيب بالضرورة. المسألة أحياناً تكون مجرد عدم توافق فى الصفات والطباع بين المرأة والرجل. كلاهما جيد ولكنهما ليست لهما نفس الأولويات الآن رغماً عن أنهما كانت لهم نفس الأولويات من قبل.

العلاقة بين البشر علاقة ديناميكية (أى متغيرة)، أنت لم تشتر قطعة أثاث. وإنما الزوج والزوجة بشر يتطورون وينتكسون، يتقدمون ويتأخرون، ويرد عليهما ما يرد على كل الدواب من صحة ومرض، قوة وضعف، خير وشر، حب وكراهية، عوج وتعريج. وهنا يحدث الفراق.

سابعاً، وتبقى الحقيقة الوحيدة فى الكون إن اللى رايده ربنا هيكون.

والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة الزواج والطلاق قصة الزواج والطلاق



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon