معتز بالله عبد الفتاح
لإيليا أبى ماضى قصيدة تنتهى بهذا البيت من الشعر:
ومن ليس يسخو بما تسخو الحياة به.. فإنه أحمق بالحرص ينتحر
وقصص نجاح الناجحين دائماً ما تكون ملهمة، وكثير منها لناجحين داخل مصر وخارجها. وحين يسمعها الشباب عادة ما ترسل لهم رسائل إيجابية.
ومنها قصة أرسلها لى صديق عن الملياردير السعودى الراجحى والذى يقول: كنت فقيراً.. لدرجة أننى عجزت عن الاشتراك فى رحلة للمدرسة قيمة المشاركة فيها ريال سعودى واحد رغم بكائى الشديد لأسرتى التى لم تكن تملك الريال.
وقبل يوم واحد من الرحلة أجبت إجابة صحيحة، فما كان من معلم الفصل فلسطينى الجنسية إلا أن أعطانى ريالاً مكافأة مع تصفيق الطلبة.. حينها لم أفكر وذهبت مسرعاً واشتركت فى الرحلة وتحول بكائى الشديد.. إلى سعادة غامرة استمرت أشهراً.. يضيف: كبرت وذهبت الأيام وغادرت المدرسة إلى الحياة... وفى الحياة وبعد سنوات من العمل وفضل الله.. عرفت العمل الخيرى.. وتذكرت ذلك المدرس الفلسطينى الذى أعطانى الريال...
وبدأت أسأل نفسى: هل أعطانى ريالاً صدقة، أم مكافأة فعلاً؟
يقول لم أصل إلى إجابة.. لكننى قلت إنه أياً كانت النية، فقد حل لى مشكلة كبيرة وقتها ودون أن أشعر أنا أو غيرى بشىء.. هذا جعلنى أعود إلى المدرسة بحثاً عن هذا المدرس الفلسطينى.. حتى عرفت طريقه.. فخططت للقائه، والتعرف على أحواله..
يضيف «الراجحى» قائلاً: التقيت هذا المدرس الفاضل.. ووجدته بحال صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل...فلم يكن إلا أن قلت له بعد التعارف يا أستاذى الفاضل لك فى ذمتى دين كبييير جداً منذ سنوات.. قال وبشدة ليس لى دين على أحد.. وهنا سألته هل تذكر طالباً أعطيته ريالاً.. لأنه أجاب كذا وكذا؟ بعد تذكر وتأمل قال المدرس ضاحكاً نعم.. نعم.. وهل أنت تبحث عنى لترد لى ريالاً.. يقول الراجحى.. قلت له نعم.. وبعد نقاش أركبته السيارة معى وذهبنا ووقفنا أمام فيلا جميلة ونزلنا ودخلنا، فقلت له يا أستاذى الفاضل هذا هو سداد دينك مع تلك السيارة وراتب تطلبه مدى الحياة.. ذهل المدرس.. لكن هذا كثييير جداً.. لكن قلت له صدقنى إن فرحتى بريالك وقتها أكبر بكثيييييير من فرحتك بالفيلا والسيارة.. ما زلت لا أنسى تلك الفرحة...
ويقول الملياردير الراجحى فى الأخير: «أدخل فرحة وفرّج كربة وانتظر الجزاء من الكريم».
للتذكير: سجلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية أكبر وقف خيرى على كوكب الأرض هى أكبر مزرعة نخيل فى العالم والتى يبلغ عدد النخيل فيها 200 ألف نخلة (مزرعة الراجحى بمنطقة القصيم).. هذه المزرعة كلها وقف لله تعالى يوزع إنتاجها على الجمعيات الخيرية وعلى الحرمين الشريفين للإفطار فى شهر رمضان المبارك.
سواء كانت تفاصيل القصة دقيقة أم لا، لكن ما تعلمته من الحياة:
لن تنجح فى الحياة ما لم تكن رغبتك فى النجاح تفوق بمراحل خوفك من الفشل، وزهقك من المحاولة.
ولن يكتمل نجاحك إلا بأن تشكر كل من ساندك ونصحك وتحداك وتسبب فى نجاحك.
هذا هو النجاح الحقيقى.