توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا

  مصر اليوم -

محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا

معتز بالله عبد الفتاح

ماذا يقول علم السياسة عن الانقلابات؟

من أفضل ما قرأت عن الانقلاب الفاشل فى تركيا ما كتبه الزميل محمد رحيم من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عن الموضوع. حيث كتب على صفحته على «الفيس بوك» ما يلى:

منذ الساعة 11 فى غمار الأحداث كتبت أن السيناريو الأرجح أن الانقلاب هيفشل، أو هتحصل مواجهات عنيفة بين المتآمرين وباقى قوات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، لكن احتمال النجاح مستبعد (آخر Status). وهذا استناداً إلى نتائج الدراسات الكمية فى مجال الانقلابات العسكرية وليس إلى رأى منى. لأول مرة منذ دراستى للعلوم السياسية واتجاهى نحو الدراسات الإمبريقية والكمية أستشعر بنفع ما قرأته ودرسته وبحثت حوله.

الحكمة الشائعة فى الدراسات الإمبريقية والكمية المتعلقة بالانقلابات العسكرية بترجح قيام محاولة انقلاب من عدمه، واحتمالية نجاح هذه المحاولة إن حدثت، بناء على عدة متغيرات، من بينها ما يأتى:

أولا: الأداء الاقتصادى للدولة ومستوى معيشة المواطن العادى: إذا كان الأداء الاقتصادى ضعيفاً ومستويات المعيشة منخفضة، فإنّ هذا يزيد من فرص قيام انقلاب عسكرى، ويزيد من احتمالية نجاح المحاولة حال قيامها، نظراً لاحتمالية تأييد شرائح واسعة من المواطنين لحركة الجيش وأنّها خلاص من فشل المدنيين.

ثانياً: التنوع العرقى/الإثنى والعداوات الناجمة عن ذلك. إذا كان المجتمع «فسيفسائى»، توجد به إثنيات متنوعة وكثيرة ومتناحرة، فإنّ احتمالية استخدام الأداة العسكرية فى هذا تزيد، واحتمالية نجاح الانقلاب فى حال حدوثه أكبر.

ثالثاً: مؤشر الديمقراطية (الانقلابات على النظم الديكتاتورية هى الأكثر نجاحاً. مؤشر ديمقراطية تركيا حتى عشية الانقلاب 9/10 - Polity Score).

رابعاً: إن كان النظام الذى يتم الانقلاب عليه مدنى/عسكرى (نظام مدنى منتخب، تقل فرص قيام انقلاب عسكرى عليه، وتقل فرص النجاح إن قامت المحاولة).

خامساً: مدى وجود مظلوميات للقوات المسلحة (إذا كانت القوات المسلحة تعانى من ضعف فى التسليح، أو عدم وجود مكانة مقبولة لها داخلياً وعلى المستوى الإقليمى، وقلة رواتبهم ودخولهم، فإنّ هذا يزيد من فرص المحاولة والنجاح معاً).

سادساً: حجم هذه القوات (كلما كان حجم القوات كبيراً، كان من الأصعب التنسيق فيما بينها، فتزيد فرص فشل الانقلاب).

سابعاً: مدى وجود قوات عسكرية أجنبية/حلف على أرض الدولة، إذا كانت هناك قوات عسكرية أجنبية/كون الدولة عضواً فى حلف، فإنّ الانقلاب من الأرجح أنّه سيفشل (إلا إذا كان بإيعاز من باقى الحلفاء).

ثامناً: إن كانت الدولة قد شهدت انقلابات عسكرية فى السابق أم لا، وعدد السنوات منذ قيام الانقلاب الأخير. هذا لقياس ما يسمى بشلال الانقلابات coup cascades (إن كانت الدولة شهدت انقلاباً عسكرياً فى السابق، فإنّ احتمالية قيام محاولات انقلابية تزيد بصورة كبيرة جداً، لكن كلما ازداد عدد السنوات منذ قيام المحاولة الأخيرة، قلت فرص النجاح).

لا يوجد عامل منفرد من هذه العوامل يستطيع التفسير، ولكن كلها معاً. النظام السياسى فى تركيا نظام ديمقراطى، منتخب، يحافظ على أداء اقتصادى مقبول، مستوى تسليح الجيش التركى من الأفضل فى المنطقة، الجيش التركى له كلمة مسموعة على المستوى الإقليمى (العراق، سوريا.. إلخ)، مرت سنوات جيدة نسبياً منذ قيام المحاولة الأخيرة (19 عاماً)، بالإضافة إلى أنّ المجتمع التركى ليس مجتمعاً شديد التنوع عرقياً ولغوياً، وحتى وجود أقلية كردية لا ينعكس بداخل الهيكل التنظيمى للقوات المسلحة. كل هذه الشواهد تصب فى صالح كارثية قرار القيام بمحاولة انقلاب عسكرى نظراً لضآلة احتمالية تأييده، وإن كان من يخططون لا يتسمون بالرشادة وقرروا الانتحار باتخاذ مثل هذا القرار، فإنّه يصب فى صالح فشل محاولة الانقلاب، وقد كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon