توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تعفون عنى؟

  مصر اليوم -

هل تعفون عنى

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

قال تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ». صدق الله العظيم

تناقل بعض الأصدقاء نصاً يطلبون فيه العفو والغفران من بعضهم البعض. وقد مسّت كلماتهم وتراً عندى، فوجدتنى أتساءل لماذا نبدو وكأننا لا نتسامح ولا نتغافر (أى يغفر بعضنا لبعض الأخطاء)، فى حين أنها أول خطوة فى بناء حياة إنسانية سليمة؟

يقول الشيخ راتب النابلسى:

«الإنسان إذا اتصل بالله العفو الكريم اشتق منه بعضاً من هذا الخلق العظيم، وإذا استقرت الرحمة فى قلب الإنسان، فإنها تفيض على خصومه بالعفو والغفران، فيُصبح العفو أحبَ إليه من الانتقام، وإذا علم الإنسان أن خصمه بشكل أو بآخر أخٌ له فى الإنسانية، فإذا انتقم منه خسره، وإذا عفا عنه ربحه، ولأن يربح الإنسان أخاه خيراً له من الدنيا وما فيها عندئذ يرى فى العفو غُنْماً، وفى الانتقام غُرْماً.

أيها الإخوة الكرام: إذا أيقن الإنسان أن العفو سلم يرقى به إلى عز الدنيا والآخرة، وأن الانتقام دركات يهوى بها إلى ذل ومقت يلاحقانه حتى الممات، آثر العفو على الانتقام، وإذا علم أبناء المجتمع الواحد أنه بالعفو تتسع دائرة الصداقات والمودات، فيصبح المجتمع كالبنيان المرصوص، وبالانتقام تفشو العداوات والأحقاد، حتى تصل بالمجتمع إلى أحط الدركات، صار العفو ديدنهم.

من عادة الكريم أنه إذا قدر غفر، وإن رأى زلّةً ستر، فلا سؤدد مع الانتقام، وأولى الناس بالعفو أقدرهم عليه، وأقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب، وكفى بالمرء إثماً أن يغضب إذا قيل له اتق الله، ولا يُعرف الحليم إلا عند الغضب، وقال خليفة عُرف بالحلم: إنى آنف أن يكون فى الأرض جهل لا يسعه حلمى. وقيل لابن المبارك، رحمه الله تعالى: اجمع لنا حسن الخلق فى كلمة واحدة؟ فقال: ترك الغضب. وقال الأحنف: إياكم ورأى الأوغاد فقيل له: وما رأى الأوغاد؟ فقال: الذين يرون الصفح والعفو عاراً وحمقاً».

أشهد الله أنى «معتز بالله عبدالفتاح» سامحت كل الناس دنيا وآخرة. وأرجو منكم معاملتى بالمثل، فقد أكون فى يوم من الأيام اغتبت أو ظلمت أحداً بزلة لسان أو فى نفسى أو مع جماعة بقصد أو دون قصد أو أخطأت بحق أحد «الإنسان ليس معصوماً من الخطأ»، أتمنى أن يسامحنى الجميع، فقد قيل إنه لا يسامح من اغتاب، حتى يسامحه من اغتابه.

أرسلها إلى كل من أعرف خوفاً ممن بيده ملكوت السماوات والأرض. أرجوكم اقبلوا اعتذارى. ومن يحمل فى قلبه خدوشاً صغيرة أحدثتها له فليخبرنى أو ليعتقنى لوجه الله.. لعلى كنت أمازحه فأثقلت عليه.. أو ربما لامست وجعاً.. أو أيقظت ذكرياته.. أو سبّبت له جرحاً دون قصد.. نحن راحلون.. ولا نعلم كيف سنفارق الدنيا ومتى.. ومن المؤلم مفارقتها وقلوبنا مليئة بالمواقف التى لم تُحكَ ولم تجد للغفران طريقاً لها!

فسامحونى لوجه الله، ولنُخفف عن سيئات بعضنا.

هذا رجاء منى لكل من له فى ذمتى حق أو واجب أو مظلمة.

قال تعالى: «وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ». صدق الله العظيم

(منقول بتصرف).. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تعفون عنى هل تعفون عنى



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon