توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المقررات الدراسية لـ«داعش»

  مصر اليوم -

المقررات الدراسية لـ«داعش»

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

قام يعقوب أوليداورت بتحليل الكتب الدراسية التى يُقرّرها الداعشيون على طلابهم. لا مفاجآت من ناحية المحتوى. العقلية الماضاوية الانتقائية الدموية نفسها. يقول الباحث:

بعد مرور عامين على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قيام الخلافة، أصبح العالَم على معرفة جيّدة بالأساليب الوحشية لهذه الجماعة وبتوسُّعها الإقليمى وتمويلها وقدرتها على توجيه وإلهام هجمات إرهابية على نطاق واسع داخل الشرق الأوسط وخارجه. لكن الأمر الذى لا يُناقَش كثيراً هو الكتب الدراسية لتنظيم الدولة الإسلامية، وأنشطته المتعلقة بنشر الكتب. فمعرفتنا بطموحات الجماعة وأفكارها مبنيّة على نصوصٍ تعالج عدّة مواضيع تصل إلى حين إعلان الخلافة، وتشمل التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعى (لا سيما مجلتها الدعائية باللغة الإنجليزية، «دابق»، وأشرطة الفيديو)، والمقابلات مع المنشقين، والوثائق البيروقراطية المسرّبة. ومع ذلك، لم تُجرَ حتى الآن أى دراسة منهجيّة عن الكتب التى تنشرها الجماعة باللغة العربية منذ يونيو 2014.

يُقدّم النظر فى هذه المنشورات للمرة الأولى عدداً من الدروس لمجتمع السياسة حول طريقة مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على المسرح السورى - العراقى، فضلاً عن المسألة الحرجة المتعلقة بطريقة تحوّل الأفراد بأنفسهم إلى متطرفين يحاربون من أجل قضيته. فى حين أنّ الكثير من هذه الأعمال تُفصّل فى الظاهر نوع المجتمع «الإسلامى» الذى ترغب قيادة «التنظيم» فى أن تفرضه على الشرق الأوسط، إلا أن قدرة الجماعة على تحقيق هذا الوعد فى الواقع هى التى تستمر فى إلهام أولئك الذين يعيشون خارج المنطقة. وحتى فى الوقت الذى يخسر فيه تنظيم «الدولة الإسلامية» بعض الأراضى فى ساحة المعركة، قد تكون هذه الخسائر ذاتها هى التى تلهم آخرين [اختيار] طريق الكفاح المسلح نيابة عنه. وقد تجلّى هذا الأمر، على سبيل المثال، بقَسم الولاء الذى عهده عمر متين خلال اتصالٍ إلى خدمة الطوارئ الأمريكية 911 فى 12 يونيو 2016، وذلك قبل أن يقتل تسعة وأربعين شخصاً، ويصيب ثلاثة وخمسين آخرين بجروح فى ملهى ليلى لمثليى الجنس فى أورلاندو، فلوريدا.

وفيما يتخطى تفسير أيديولوجية الجماعة، تستطيع منشوراتها أيضاً أن تُلقى الضوء على الهيكلية الداخلية لتنظيم «الدولة الإسلامية» واستراتيجيته. على سبيل المثال، من الواضح أنّ الجماعة تملك دار نشر واحدة (على الأقل) مع أقسام متعدّدة يبدو أنّها تعمل وتُنتج المنشورات فى الوقت الّذى يحارب فيه تنظيم الدولة الإسلامية [فى عدة دول] ويحكم أراضيه، مما يعزّز المفهوم القائل إنّ الأفكار مهمّة إلى حدّ ما، نظراً إلى ما تضيفه من شرعية لـ«التنظيم»، فضلاً عن مساعدته على البقاء. بالإضافة إلى ذلك، تظهر طريقة تصريح «التنظيم» بطبع هذه المنشورات التى تتراوح بين كتيبات صغيرة ومجلدات كبيرة، على أنّ المضمون، مع جمع وتنقيح المعلومات فيه، يخضع لعملية تحريرية من المحتمل أن تكون تحت إشراف القيادة العليا للجماعة. وقد يشير التعمّق فى تواريخ منشورات «التنظيم» إلى سبب ظهور هذه الأعمال فى وقت ظهورها، وفى كثير من الحالات، يكشف مضمونها معلومات مهمة عن المكان الذى قد يأتى منه المؤلفون أو سافروا إليه. على سبيل المثال، تشير عبارات مثل «تعتبر مدينة سان فرانسيسكو عاصمة اللواط وربع دائرة المدينة الانتخابية يتكوّن من مثليى الجنس» إلى نوعٍ من معرفة ثقافية لا يمكن اكتسابها إلا بقضاء بعض الوقت فى الولايات المتحدة أو بمعرفة مواطنين أمريكيين.

تكشف الكتب الدراسية لتنظيم الدولة الإسلامية ومنشوراته الأخرى عن وجود أسلوب منهجى لكيفية عرض المواد من أجل التبرير بوسائل عقائدية مجموعة أهداف «التنظيم» الرباعية وهى: تشجيع العنف، وتسيير أحداث تنبؤية، وإنشاء دولة «إسلامية» خالصة وتصنيفها بالخلافة. مع ذلك، فإن الطبيعة غير المسبوقة لهذا المشروع تؤدى إلى مواجهة الجماعة مخاطر أيديولوجية كثيرة، أبرزها إدراج مصادر من التقاليد [الدينية]، التى قد يعتبرها الأتباع الأكثر التزاماً بالطابع الفقهى بأنها «تدنيساً» أيديولوجياً.

هذا منهج منحرف ولا بد أن يتصدى له الأزهريون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقررات الدراسية لـ«داعش» المقررات الدراسية لـ«داعش»



GMT 08:19 2017 الجمعة ,31 آذار/ مارس

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 08:12 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 07:48 2017 الأحد ,19 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 07:47 2017 الجمعة ,17 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 09:01 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon