توقيت القاهرة المحلي 02:30:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الزند» يلحق بآخرين

  مصر اليوم -

«الزند» يلحق بآخرين

معتز بالله عبد الفتاح

هل نحن مؤاخذون بما نقول؟

تعددت الحوادث التى يتحول بها أشخاص إلى محاكم القضاء أو مقاصل الرأى العام، بسبب ما يقولون، سواء كان ما يقولونه يعبر عن رأى، أو توجه يتبنونه، أو سقطات يسبق فيه اللسانُ العقل.

وكان آخرها «إعفاء» المستشار أحمد الزند من منصبه.

ويبدو أن القضية ليست فى ما قاله الرجل فقط، ولكن فى مناخ ضجر بزلات اللسان، كما ضجر بتردى الحوار العام بصفة عامة من سباب وإهانات وتهديدات بأن أى شخص يختلف مع المتحدث، فسيكون عقابه «الضرب بالجزمة».

لست متفاجئاً مما يحدث فى مصر. يقول ابن المقفع: «إن الألسنة تنطق بما فى النفوس، فتكشف عن مكنونها فتهوى بأصحابها».

تتداول مواقع النت أمثلة كثيرة لزلات لسان، سواء كانت غير مقصودة (وهذا هو المعنى المباشر للزلة)، أو كانت تعبّر عن موقف يتبناه صاحبها، لكن الزلل جاء لأنه ما كان ينبغى أن يصرح به (وهذا معنى الزلة غير المحسوبة نتائجها).

مثلاً:

فى عام 1989، دخل زكى بدر فى معركة بالأيدى والأحذية تحت قبة البرلمان مع النائب الوفدى طلعت رسلان، بعد وصلة شتائم وجهها «بدر» ضد فؤاد سراج الدين، وإحدى قريباته، مما أثار غضب النائب الوفدى الذى قام بضرب وزير الداخلية على وجهه، فرد عليه «بدر» بضربه بحذائه، وهو الأمر الذى دفع القيادة السياسية إلى أن تطلب من عاطف صدقى، رئيس الوزراء وقتها، ضرورة التدخّل لوقف تجاوزات وزير الداخلية.

«بدر» لم يلتفت كثيراً إلى نصائح رئيس الوزراء، وظل يوجه الشتائم إلى كل معارض لسياسته الأمنية، واقتصر هجومه فى البداية على قادة المعارضة، حتى تجاوز الخطوط الحمراء فى لقائه بضباط المعهد الدبلوماسى فى المؤتمر الشهير بمدينة بنها، شمال القاهرة، وتطاول بالسب والقذف وبألفاظ تخدش الحياء ضد عدد من رموز الدولة، وخص بالسباب كلاً من عاطف صدقى رئيس الوزراء، ويوسف والى، أمين عام الحزب الوطنى، وصفوت الشريف، وزير الإعلام، وحسب الله الكفراوى.

وأشار الوزير بألفاظ نابية إلى الدكتور محمد على محجوب، وزير الأوقاف، وغالبية المحافظين. وكشف «بدر» عن خطته فى قتل 530 ألف مصرى، وأنه أصدر أوامره إلى العمد والمشايخ والخفراء بقتل ودفن كل من له لحية أو يرتدى جلباباً أبيض، وهنا تدخّل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وقرر أن يقيل وزير داخليته الذى كانت زلات لسانه سبباً فى الإساءة إلى النظام ورموزه.

وزير الإعلام فى عهد الإخوان صلاح عبدالمقصود، اشتهر بتصريحاته «الجنسية»، وكان أول تصريح يصدر عنه أثناء استضافة المذيعة السورية زينة اليازجى له، حينما قال لها فى بداية اللقاء «أتمنى ألا تكون أسئلتك ساخنة مثلك»، وهو ما أدى إلى أن تتدخّل المذيعة وتحرجه بأدب شديد، ولم ينته الأمر عند تلك السقطة، بل تجاوز ذلك حينما سألته صحفية شابة فى مؤتمر صحفى: فين حرية الصحافة؟ وفوجئ الجميع به يرد عليها ويقول: «ابقى تعالى وأنا أقول لك فين».

الفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء فى عهد «مبارك»، وأول رئيس وزراء بعد ثورة يناير، والمرشح الرئاسى السابق، أكد فى تصريحات لقناة «بى بى سى» أنه يقترح تحويل ميدان التحرير إلى «هايد بارك»، حتى يتجمّع فيه متظاهرو التحرير، ويتم توزيع الغذاء و«البونبون» عليهم، وتسبّب ذلك فى ثورة غضب عليه وإثارة الرأى العام ضده، وهو ما دفعه لتقديم استقالته فى 4 مارس 2011 للمجلس العسكرى، الذى كان يدير البلاد آنذاك برئاسة المشير محمد حسين طنطاوى.

ومثال آخر جاء من وزير الثقافة السابق الدكتور عبدالواحد النبوى، أثناء زيارته متحف محمود سعيد بالإسكندرية، سخر حين سخر من مظهر أمينة المتحف، أمام العاملين، ورد الوزير على مشكلة طرحتها عليه، حينما قالت له: «أنا عندى مشكلة إجرائية خاصة بحصولى على شهادة الماجستير بكلية الفنون الجميلة»، فقال لها: «وأنا عندى مشكلة مع الناس التخينة»، فى إشارة إلى بدانتها. وأضاف فى حديثه لمديرتها بالمتحف: «البنت دى تخينة، ولازم تطلعيها وتنزليها السلم كل يوم 20 مرة علشان تخس».

وكان واحداً من أسباب إقالته من الحكومة.

إذن نحن أمام عصر جديد سيكون لزلة اللسان وزن كبير فى مجتمع مأزوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الزند» يلحق بآخرين «الزند» يلحق بآخرين



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon