توقيت القاهرة المحلي 02:46:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرجوك.. اضرب فى العصب يا ريس

  مصر اليوم -

أرجوك اضرب فى العصب يا ريس

معتز بالله عبد الفتاح

يا ريس، صباح الخير لحضرتك ولكل فريق عملك، حضرتك وهم قمتم بعدة مقابلات وزيارات موفقة سواء داخل مصر أو خارجها، أحسنتم.

لكن يا ريس، فيه مشكلات عايزة التفاعل مع «عصب المشكلة»، حضرتك عارف اللى بيسموه «Root-cause analysis» أى تحليل المشكلة من جذورها وليس من سيقانها (المتغيرات الوسيطة) أو فروعها (نتائجها).

يا ريس، أنا حضرت اجتماعات حكومية كثيرة، سواء فى عهد المجلس العسكرى أو فى فترة حكم الإخوان أو الآن. أنا قلقان يا ريس، الناس مش مستعدة، الناس مأنتخة، الناس بتربط الطور مطرح ما يحب صاحبه، الناس بتسجل مواقف مش بتبحث عن حلول عملية للمشكلات، الناس حتى مش عارفة تدير اجتماعاتها ونقاشاتها بشكل منضبط.

ومجلس النواب قادم، وإحنا بنستخدم نفس الشبكة لاصطياد نفس السمك من نفس البحيرة.

يا ريس، حضرتك معك فريق عمل محترم، ومعك ناس أفاضل فى المجالس الاستشارية لكنهم، وحضرتك معاهم، بتعوموا فى حمام سباحة من الطحينة وليس حمام سباحة فيه مياه عادية. غيّر المياه يا ريس، هتاخد وقت، لكنها ضرورة.

ممكن يا ريس تقول: أغير المياه إزاى؟

يا ريس، مصر بحاجة لجيل جديد من الإداريين والسياسيين، ناس تكون متعلمة بجد يا ريس، أبوس إيدك يا ريس ما تخليهم يضيعوا منك الفرصة ويخلوك تركز فى ما هو «مُلحّ» وتنسى ما هو «مُهم». وغلاوة مصر عندك ما تركز فى البنيان وتنسى الإنسان، استثمر فى المصريين زى ما بتستثمر لهم، بأخلاقنا دى وبجهلنا ده، لو عندنا مال قارون هنضيعه بسفه.

يا ريس، عندى فكرة يا رب حضرتك تعطيها كتكليف لشخص واحد (مش عايز أقول لك هو مين، بس هو بيشتغل عندك فى الرئاسة)، شاب مهندس ومحترم وحضرتك وفريقك بيثقوا فيه هنطلق عليه اسم «أحمد»).

تقول له تعالى يا أحمد: فى فرنسا وفى الصين (وفى دول تانية، بس كفاية الاتنين دول)، فيه مؤسسة اسمها «المدرسة الوطنية للإدارة» (National School of Administration)، إحنا عايزين نعمل زيها.

المدرسة دى بيلتحق بيها كل الناس اللى عايزين يشتغلوا فى مناصب عليا فى أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والإدارية. فيها برامج متنوعة تجمع بين القانون والاقتصاد والسياسة والإدارة والعلاقات الدولية وعلم الاجتماع وعلم النفس والتسويق وتكنولوجيا المعلومات والإحصاء والمهارات الشخصية زى القدرة على التواصل والإنصات والتفاوض وإدارة الاجتماعات والتفكير النقدى والابتكارى والمقارنات ودراسات الحالة وغيرها، هذا هو التكوين العلمى المنضبط لمن يريد أن يتولى المسئولية فى البلد.

أهم ما فى المدرسة دى، إن مفيش حد فى منصب كبير فى الدولة من عضو برلمان إلى وزير إلى محافظ إلى عمدة إلى رئيس جمهورية إلا ويكون درس وتخرج فى هذه المدرسة.

ومش هنخترع حاجة من لا شىء، فيه فى مصر، معهد اسمه معهد إعداد القادة، عايزين نطوره، ونضع فى القانون ما يلزم من يترشح للمناصب العليا، من وزراء أو أعضاء برلمان أو محافظين، بأن يلتحقوا بهذا المعهد خلال 3 سنوات مثلاً.

ويقوم على إدارة المعهد ناس من اللى متعلمة كويس وليها خبرة، يا ريت تكون خارجية، فى الإدارة والاقتصاد.

ويحاضر فى هذا المعهد، حتى كمحاضرين زائرين ببلاش، أهم أسماء علماء ومهندسى ومفكرى مصر والعالم الذين نجحوا داخل مصر وخارجها علشان يعلموا الناس ويفهموهم إزاى نتقدم.

يا ريس، والله العظيم، كتاب التقدم فى العالم اتكتب خلاص، إحنا اللى مش عارفين أو مش عايزين نقراه. عملية إحداث النهضة الاقتصادية والإدارية والسياسية ادرست لدرجة أن مقررات الاقتصاد السياسى للتنمية أصبحت عاملة زى كتب الطبيخ.

يا ريس، خلّى أحمد يتولى هذا الموضوع ويرجع لك بتصور نهائى بعد شهر، وأقدم ولا تخف. ولو عايز حد يساعده، فيه فى كلية الاقتصاد الأستاذ الدكتور مصطفى كامل السيد، وفيه دكاترة كويسين فى مثل عمرى: صالح الشيخ وخالد أمين، أو أى حد بتثقوا فيه.

أنا مش بفهم قوى، بس لو كان ممكن أفيد بحاجة أنا متطوع بالتدريس فى هذا المعهد.

آسف لو كنت بتخطى حدودى أحياناً فى كلامى مع حضرتك، بس هى بلدنا كلنا، ويمكن يوضع سره فى أضعف خلقه.

عاشت مصر.. عاشت الجمهورية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرجوك اضرب فى العصب يا ريس أرجوك اضرب فى العصب يا ريس



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon