توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التصالح مع الإخوان.. أىّ إخوان؟

  مصر اليوم -

التصالح مع الإخوان أىّ إخوان

بقلم معتز بالله عبد الفتاح

كيف نتصالح مع من لا يعرف كيف يتصالح مع نفسه، ناهيك عن أن يتصالح معنا؟

هذا سؤال موجه لمن يدعون للمصالحة مع الإخوان وهم أنفسهم غير قادرين على استيعاب أخطائهم ولا على التوحد على رؤية بشأن كيفية التصالح مع أنفسهم قبل المصالحة مع المجتمع المصرى الذى لفظهم.

كتب الأستاذ على بكر كلاماً مهماً عن تصاعد وتفاقم الصراع داخل جماعة الإخوان وأنقل عنه، بتصرف، جزءاً من كلامه المهم فى هذا الصدد. يقول الأستاذ على بكر:

تفاقمت أزمة الصراع داخل صفوف جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد فشل العديد من الوساطات لحل الأزمة، وعلى رأسها وساطة الشيخ يوسف القرضاوى صاحب الثقل التاريخى والفكرى داخل الجماعة.

وأثارت الأزمة المشتعلة داخل الجماعة العديد من التساؤلات حول أجنحة الصراع الأساسية داخل صفوف الجماعة، ومدى ثقل كل طرف، وقدرته على مواجهة الطرف الآخر، فى هذه المرحلة الفاصلة من عمر الجماعة التى لم تمر بمثل هذه الأزمة طوال تاريخها الطويل، خاصة بعد سقوط حكمها فى ثورة الـ30 من يونيو فى مصر.

أولاً- أطراف الصراع داخل الجماعة:

يمكن تحديد أطراف الصراع داخل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، فى الآتى:

الجبهة الأولى: تتمثل فى «اللجنة العليا لإدارة الجماعة» التى تُعرف إعلاميّاً باسم «اللجنة الإدارية» والتى تشكلت فى فبراير 2014 برئاسة «محمد كمال» القيادى الإخوانى وعضو مكتب الإرشاد، وذلك من أجل تسيير أعمال وشئون الجماعة، بدلاً من مكتب الإرشاد الذى تم اعتقال غالبية أعضائه بعد ثورة 30 يونيو 2013. كما تضم هذه الجبهة أيضاً المكتب الإدارى للإخوان خارج مصر الذى تشكل فى مارس 2015 برئاسة عضو مجلس شورى الجماعة «أحمد عبدالرحمن».

الجبهة الثانية: تضم عدداً من أعضاء مكتب الإرشاد، فى مقدمتهم «محمود عزت» نائب المرشد والقائم بأعماله، والأمين العام للجماعة «محمود حسين»، والأمين العام للتنظيم الدولى «إبراهيم منير»، بحيث يمكن أن يُطلق على هذه الجبهة أنها جبهة الشيوخ أو «الحرس القديم».

ويُمكن تلخيص أسباب الصراع بين الطرفين فى سببين يتمثلان فى كيفية تعاطى قيادة الجماعة مع ملف المواجهة مع الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو؛ حيث يرى فريق الشيوخ ألا بديل عن السلمية، حفاظاً على تاريخ الجماعة ومستقبلها، وحمايةً لها من خطر التفكك والانهيار، بينما يرى فريق الشباب أنه لا يمكن التخلى عن العنف فى تلك المرحلة فى مواجهة الدولة للحفاظ على وجود الجماعة فى المشهد السياسى، حيث إن ذلك يُعزِّز موقفها، ويضعها كطرف فاعل فى أى مفاوضات مستقبلية يمكن أن تحدث بين الدولة والجماعة. ويتمثل السبب الثانى فى الخلافات الإدارية حول كيفية طرق اتخاذ القرار وتنفيذها داخل الجماعة.

ثانياً- أدوات الصراع لدى الطرفين:

تكمن خطورةُ الصراع الحالى بين الفريقين داخل جماعة الإخوان المسلمين فى أن كل طرف يملك عدداً من أدوات الصراع فى يديه، إذا ما استخدمها بفاعلية من أجل الانتصار على الطرف الآخر فإن ذلك سيدفع الجماعة إلى الانهيار، وتتمثل أهم هذه الأدوات فى الآتى:

بالنسبة للجبهة الأولى، التى يُمثل غالبيتها جيل الشباب، أو ما يطلق عليه البعض «جيل الثورة»، فإن هذا الجيل تأثر بشكل كبير بالمتغيرات السياسية فى السنوات العشر الأخيرة بشكل عام، خصوصاً فى مرحلة ما بعد 25 يناير 2011م، كما أن هذا الجيل يُحافظ على ما تبقى من حالة الحراك للإخوان المسلمين فى الشارع، حيث يعود إليه الفضل فى الحفاظ على حيوية الجماعة التنظيمية وبقائها إلى الآن، وتملك هذه الجبهة عدداً من الآليات المهمة فى ذلك الصراع، والتى تتمثل فى السيطرة على معظم المكاتب الإدارية فى المحافظات. والحيوية التنظيمية؛ حيث إن معظم مؤيدى هذه الجبهة من الشباب الموجودين فى مصر، الذين يملكون الحيوية التنظيمية، والقدرة على الحركة والتنقل والحشد. أما بالنسبة للجبهة الثانية، والتى يُطلق عليها «الحرس القديم»، فإنها تمتلك عدداً من الأدوات المهمة فى هذا الصراع، ويمكن أن تكون بمثابة شرايين حيوية بالنسبة لبقاء الجماعة، وتمثل أهم أدواتها فى ثلاثية: المرجعية التاريخية، التمويل، العلاقات الخارجية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التصالح مع الإخوان أىّ إخوان التصالح مع الإخوان أىّ إخوان



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 08:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 08:27 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

بعد تحوّل حرب غزّة.. إلى حرب "بيبي"

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon