توقيت القاهرة المحلي 04:45:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تركيا تفر إلى إسرائيل

  مصر اليوم -

تركيا تفر إلى إسرائيل

معتز بالله عبد الفتاح

بعد ارتفاع معدلات الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية الروسية على تركيا، تتجه إدارة «أردوغان» إلى القبول بعرض إسرائيلى طالما رفضته أنقرة، كى تُخفف من الضغوط الممارسة عليها.

تقول التقارير إن تركيا وإسرائيل توصلتا إلى اتفاق مبدئى يضمن إنهاء الخلافات وإعادة تطبيع العلاقات فى ما بينهما، إلى ما كانت عليه قبل وقوع مجزرة أسطول الحرية.

ووفقاً للمسئول الإسرائيلى فإن الاتفاق تم خلال لقاء مسئولى البلدين فى سويسرا، يوم الأربعاء الماضى، حيث مثّل الجانب التركى مستشار وزارة الخارجية فريدون سينيرلى أوغلو؛ فى حين شارك عن الجانب الإسرائيلى الرئيس الجديد لجهاز الموساد، يوسى كوهين، ومبعوث رئيس الوزراء، جوزيف جيكانوفر.

ووفقاً للمسئول، ينص الاتفاق الأولى على أن يقوم الجانب الإسرائيلى بدفع تعويضات بقيمة 20 مليون دولار أمريكى، لذوى الضحايا الأتراك، وإعادة افتتاح السفارات بين البلدين، كما سيقوم البرلمان التركى باستصدار قرار يقضى بسحب جميع الدعاوى القضائية بحق الجنود الإسرائيليين، فضلاً عن قيام تركيا باستبعاد القيادى البارز فى حركة حماس «صالح العارورى» خارج حدودها، وتقييد نشاطات الحركة داخل تركيا. ويذكر التقرير أن هذا الاتفاق لا يُلبى كل الشروط التى وضعتها تركيا لإعادة العلاقات مع إسرائيل، بعدم ذكره مسألة رفع الحصار عن قطاع غزة.

فقد سبق أن صرّح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، فى أثناء زيارته إلى تركمانستان، بأن إعادة العلاقات مع إسرائيل ممكنة، لكن فى حال تطبيق ثلاثة شروط، وهى: الاعتذار عن قتل الأتراك فى أسطول الحرية، وتعويض أسر الضحايا، وفك الحصار عن قطاع غزة. هذا وأفاد مسئول رفيع المستوى فى وزارة الخارجية الإسرائيلية بأنه «تم بالفعل الاجتماع بالمسئولين الأتراك فى سويسرا، ويجرى الاتفاق على إعادة العلاقات بين البلدين، ولكن بإمكانى القول إن هذا سيكون ممكناً فى القريب العاجل». فى حين أوضح مسئولون فى وزارة الخارجية التركية، أن «اللقاءات التركية - الإسرائيلية ستبدأ قريباً، وسنبذل ما بوسعنا لإنهاء الخلافات فى أسرع وقت».

وحتى لا ننسى، فقد كانت العلاقات التركية - الإسرائيلية تشهد جموداً على المستوى الرسمى منذ عام 2010، حين قامت قوات تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية، بالهجوم بالرصاص الحى والغاز على سفينة «مرمرة الزرقاء»، أكبر سفن أسطول الحرية فى المياه الإقليمية قُبالة شواطئ غزة، حيث كانت فى طريقها إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف عام 2010، وكان على متنها أكثر من 500 متضامن، معظمهم من الأتراك، مما أسفر عن مقتل 10 من المتضامنين الأتراك، وجرح 50 آخرين. وكانت رسالة تركيا إلى العالم، وعلى رأسه العالم الإسلامى آنذاك، أنها دولة تلتزم القيم والمبادئ، وأن إسرائيل ستندم على ما فعلته، مهما طال الزمن.

لكن الآن..

تركيا تتحرك بسرعة كى تخفّض من حجم الضغوط الروسية عليها بما فى ذلك توقيعها عقوداً مع قطر لتصدير الغاز القطرى إلى تركيا، بدلاً من الروسى، والتوجه نحو إنشاء قاعدة عسكرية تركية صغيرة نسبياً فى قطر، كجزء من اتفاق مشترك للتعاون العسكرى بين البلدين.

كما تُكثّف تركيا من اتصالاتها مع الاتحاد الأوروبى لفتح أسواق للسلع التى تفرض عليها روسيا عقوبات للتخفيف من آثار العقوبات الاقتصادية.

إذاً تركيا تفتح كل منافذ تخفيف الضغوط عليها حتى لو تراجعت عن مواقف سابقة، حتى لا تقع تحت مقصلة العقوبات الروسية.

الدرس المستفاد: مهما رفعت تركيا من شعارات وادعت أنها صاحبة مبدأ، وتدافع عن قيم عُليا، فإنها فى النهاية مستعدة لأن تنسى الشعار والمبدأ والقيمة، من أجل مصالحها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا تفر إلى إسرائيل تركيا تفر إلى إسرائيل



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon