توقيت القاهرة المحلي 02:46:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دلالات عشر لمناورات «رعد الشمال»

  مصر اليوم -

دلالات عشر لمناورات «رعد الشمال»

معتز بالله عبد الفتاح

أولاً: هى أكبر المناورات العسكرية فى المنطقة من حيث ضخامة عدد القوات المشاركة والعتاد العسكرى المستخدم بمختلف أنواع صناعاته فى القطاعات البحرية، والجوية، والبرية. إن هذه المناورات هى أكبر تجمع عسكرى فى منطقة الشرق الأوسط، حيث شاركت فيه 20 دولة، منها 7 من قارة آسيا، و7 من قارة أفريقيا، و6 دول إسلامية، 3 من آسيا و3 من أفريقيا. وتشير الأرقام المتداولة إلى مشاركة 350 ألف جندى مع 2540 مقاتلة حربية و20 ألف دبابة و460 هليكوبتر هجومية.

وهو ما يجعل هذه المناورات المرة الأولى التى يتم فيها اجتماع كل هذا العدد من الترسانات العسكرية فى تدريب واحد، يطبّق أساليب متطوّرة فى التكتيكات الحربية، باستخدام أحدث ما توصلت إليه الأسلحة والتجهيزات أرضاً وجواً وبحراً.

ثانياً: إن وجود تحالف بهذا الحجم فى مناورات «رعد الشمال» عمل قليل وجوده فى العالم أيضاً، وبالذات فى منطقتنا، حيث تتفاوت رؤى الدول المختلفة لمصادر التهديد. لكن تتخطى المناورات هذا التفاوت فى إدراك مصادر التهديد لتصنع هذا التكتل العسكرى فى وقت قياسى ومكان محدّد، مع مشاركة نخبة من القادة العسكريين المعروفين بخبرتهم فى إدارة عمليات الحرب، حيث أضاف وجودهم الكثير من التنوّع فى الأداء العسكرى كما لو كان التمرين صورة افتراضية عن واقع الحرب.

ثالثاً: اختلاف المعدات القتالية المستخدمة فى التمرين زادت من مستوى فهم اللغة العسكرية خلال عمليات الحرب بين القوات المشاركة، وعرّفتهم على أنواع وأهداف الأسلحة الممكن استخدامها فى الحروب، ورفعت من مستوى خبرتهم القتالية وإدراكهم استخدامات الأسلحة العسكرية البحرية والجوية والبرية، فضلاً عن استفادتهم الميدانية من التمرينات المختلفة التى يتميز بها كل جيش عن الآخر.

رابعاً: يأمل كثيرون أن تكون مناورات «رعد الشمال» الخطوة الأولى لولادة وحدة عربية إسلامية ضد التحديات التى تواجهها، ولتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة.

خامساً: «رعد الشمال» حملت فى مضامينها الكثير من الأبعاد، منها البعد العسكرى المتمثل فى القدرة على تكوين جيش عربى إسلامى ضخم فى وقت قياسى مجهز بكامل عتاده العسكرى، وخرجت المناورات باختبار ناجح لجاهزية القوات فى الميدان من قِبل قادة عسكريين عملوا بخبرتهم الطويلة على تهيئة الجيوش فى كيفية استقبال الأوامر وتنفيذها على أرض الواقع، فضلاً عن الإعداد النفسى والعسكرى واللوجيستى للتعامل مع أى ظروف طارئة قد تمس كيان هذه الدول.

سادساً: إن مشاركة مختلف القوات العربية والإسلامية، بما فى ذلك القوات الجوية وما يتبعها من: أسلحة، وإمداد، ووقود، ووسائل تخزين ونقل، وأجهزة استطلاع، وطيران رصد جوى، يوضح أن القوات المشتركة تستطيع إن أرادت التعامل مع القوات غير النظامية، والجماعات الإرهابية، وفى الوقت نفسه يُدرب القوات على التحول من نمط العمليات التقليدية إلى ما يُسمى بالعمليات منخفضة الشدة. كما ركزت المناورات على تدريب القوات على العمل على عدة أنساق متباعدة الزمان والمكان.

سابعاً: تُقدم هذه المناورات رسالة يُطلق عليها الأشقاء فى المملكة العربية السعودية رسالة «الدرع والردع»، حيث تقف هذه القوات صفاً واحداً كأداة لمواجهة كل التحديات والحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة، إضافة إلى تأكيد الكثير من الأهداف التى تصب جميعها فى دائرة الجاهزية التامة والحفاظ على أمن وسلم المنطقة والعالم، بعد أن كوّنت بعض هذا الدول تحالفاً عربياً داعماً للشرعية اليمنية ضدّ الانقلاب الذى نفّذته جماعة الحوثى الموالية لإيران. وقد نجح هذا التحالف فى استعادة القسم الأكبر من الأراضى اليمنية من يد الانقلابيين، وفى إعادة تركيز سلطات الدولة اليمنية بقيادتها الشرعية، انطلاقاً من العاصمة المؤقتة عدن.

ثامناً: إذا دخلنا فى التفاصيل الفنية لمناورات «رعد الشمال» فسنجد أن مراحل الاستعداد والإمكانات الإدارية والتموينية التى وفرتها الجهات المعنية بلغت درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة، وذلك باستخدام أسلوب المحاكاة، بفعل التقنية المتطورة المستخدمة فى التمرين والمناورات المشتركة، مع هذا العدد الضخم من المشاركين والعتاد العسكرى المستخدم الذى يشمل سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوى، والقوات البحرية.

كما أن المسرح الذى نُفذت فيه المناورات واسع جداً، يمتد على مساحة أكثر من 900 كم، ويتضمّن عمليات متزامنة ومتوافقة فى نقل القوات ثم إعادتها، ضمن بيئات مختلطة شملت أربعة قطاعات هى (حفر الباطن، رفحاء، عرعر، طريف) طبّقت فيها أساليب متطورة فى التكتيكات الحربية، باستخدام أحدث ما توصلت إليه الأسلحة والتجهيزات البرية والبحرية والجوية، وركزت فى أدائها على المنحى المنخفض للتعود على التصدى وردع الميليشيات والعناصر الإرهابية، والتوصل إلى مرحلتى التوافق والتكامل بين قوات الدول المشاركة من خلال الاحتكاك وتبادل الخبرات العسكرية فى ما بينها بهدف الوصول إلى هدف الوحدة والحضور السريع حال تلبية طلب أى دولة من الدول المشاركة واستدعاء قوات للتدخّل، لحفظ أمنها وأمن المنطقة.

وشملت التمارين النارية، أوقاتاً وأماكن جغرافية مختلفة لرفع جاهزية عناصرها ومعرفة مدى كفاءة آلياتها العسكرية المتنوعة إلى جانب اختبار القدرة على التنسيق وتقسيم الأدوار للدول المشاركة فى هذه المناورات المشتركة للقوات المقبلة من خلفيات ومدارس عسكرية مختلفة واستقبالها الآليات العسكرية الكبيرة عبر منافذها البرية والجوية وموانئها البحرية.

تاسعاً: تأتى هذه المناورات بعد مرور شهر ونصف الشهر على قطع الرياض للعلاقات الدبلوماسية مع طهران، وبعد أيام من قرار خليجى باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، فيما يُعد قطعاً لأيادى إيران فى المنطقة، وتتضمّن هذه الزاوية رسالة قوية لإيران، وأيضاً للجماعات والميليشيات التابعة لها، بأن بلدان المنطقة باتت تمتلك القدرة والإصرار على استخدام كل الوسائل للدفاع عن مصالحها وحماية أمنها.

وتأتى المناورات أيضاً قبل أسبوعين من اجتماع يُنتظر عقده أواخر مارس الحالى ليكون الأول من نوعه للتحالف العسكرى الإسلامى ضدّ الإرهاب الذى أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى ولى العهد وزير الدفاع السعودى، تشكيله فى ديسمبر الماضى ويضم 34 دولة، فيما يظل بنية أساسية فى بلوغ أهداف التحالف الإسلامى العسكرى المعلن.

عاشراً: ليس معنى هذه المناورات بالضرورة أنها ستدخل فى معارك عسكرية قريباً، لكن لا بد للقوى الإقليمية فى المنطقة أن تكون لها كلمة ووزن فى أى تسويات قادمة لأوضاع المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات عشر لمناورات «رعد الشمال» دلالات عشر لمناورات «رعد الشمال»



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon