توقيت القاهرة المحلي 22:43:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى الشباب: حى على العمل

  مصر اليوم -

عاجل إلى الشباب حى على العمل

معتز بالله عبد الفتاح


مع بدء العام الدراسى الجديد، أحب أن أوجه كلامى إلى شباب الجامعات تحديداً.

وسأبدأ بسؤال: كم ساعة تستذكر يومياً؟ إن كان أقل من 3 ساعات فى المتوسط، فاعلم أنك مقصر. لماذا ثلاث ساعات؟ لأن هذا هو المعدل المطلوب فى المتوسط من الطالب فى العالم.

كم كتاباً فى تخصصك تقرأ بالإضافة للكتب المقررة عليك؟ إن كان أقل من 12 كتاباً فى الفصل الدراسى الواحد، فاعلم أنك مقصر، لأن هذا هو المتوسط المطلوب من الطالب فى معظم الجامعات الغربية (وقطعاً المسألة تتفاوت من حقل معرفى لآخر).

من هو قدوتك من داخل تخصصك؟ إن كنت فى كلية الهندسة أو الطب، وكان تخصصك الداعية فلان الفلانى أو الكاتب الصحفى علان العلانى، فاعلم أنك مقصر. لا تنهض أمة بأن يتحول كل مهندسيها ومحاسبيها وأطبائها وعلمييها إلى نجوم فى شاشات التليفزيون وكتاب على صفحات الجرائد. الحقيقة، أن العكس هو الصحيح. بناة النهضة الحقيقيون يكونون أكثر انشغالاً بدقائق تخصصاتهم من أن يبذلوا الغالى والرخيص كى يعرف الناس بهم لدورهم خارج تخصصاتهم. وإنما الأهم أن يعرف الناس بإنجازاتهم بما يعنى أنه لا بد من وجود إنجاز ابتداء. ولا تفتتن بمن ترك تخصصه لكى يلقى دروساً فى الدين أو يترك مهنته الأصلية كى يعمل مذيعاً فى التليفزيون. لو فعلنا كلنا ذلك، لانهارت الأمة تماماً. لا نريد أن ننتهى بكلياتنا العملية والعلمية وكأنها معامل لتفريخ المتخصصين فى قصص الأنبياء والضالعين فى دقائق الفقه على أهميتها. التوازن مطلوب. سلامة العقيدة وحسن الخلق وإقامة الشعائر هو الكافى والضرورى لكل ملتزم بتعاليم دينه.

يقول «ابن تيمية»: «لو برع غير المسلمين فى علم من العلوم أو فرع من الفروع أو فن من الفنون، ولم يكن فى المسلمين نظيره فقد أثم المسلمون».

وأعتقد أننا مجتمع محاط بآثام جهل كثير وغفلة كبيرة، وصراع غير منطقى على قيادة مركب فى طريقه نحو الشلالات، والأولى أن نعمل على أن ننجيه من الغرق والانهيار.

بعض الشباب يقولون: مصر تدار بالواسطة. معلومة فيها الكثير من الصحة، ولكن ليس كل الصحة، لأننى فى النهاية كصاحب شركة أو قائم على قطاع من قطاعات الدولة حريص على وجود نسبة معقولة من الكفاءات حتى لا تنهار مؤسستى.

بعض الشباب يقولون: الدنيا حظوظ. ملاحظة فيها الكثير من الصحة، ولكن ليس كل الصحة. الحظ فى واحد من جوانبه هو «التقاء الفرصة مع الاستعداد»، لو كنت الوحيد بيننا الذى اجتهد وتعلم اللغة الفرنسية، وجاءت وظيفة مترجم أدب فرنسى وفزت بها، فهذا لا يعنى أنك محظوظ، وإنما كنت مجتهداً ومستعداً بما يكفى لأن تتقدم على أقرانك.

سأختم بمعلومة علها تفيدنا جميعاً، تواردت إلينا الأنباء أن طلبة جامعة «آزاد» الإيرانية استعرضوا سيارة شمسية من صنعهم تبلغ سرعتها 135 كم فى الساعة. معامل العالم تعمل، وعلماء العالم يبدعون، والكل دخل سباق العلم من أوسع أبوابه، ونحن لسنا أقل من هؤلاء. لطالما ذكرنا نجاح الآخرين من كوريا إلى ماليزيا، وهؤلاء ما كانوا ليتفوقوا إلا بالتفانى فى العمل. اخرجوا من الحضانة، تخرجوا من الابتدائى، لا تضيعوا أوقاتكم فى محاضرات التشجيع والتحميس وتفتيت المفتت وتصغير المصغر وتكبير المكبر. لا تضيعوا طاقاتكم فى البديهيات. اكتب فى وريقات صغيرة ما يحمسك على العمل من دعاء وأخبار وأشعار ثم ابدأ فى كتابة خطة عملك لليوم والغد، ثم اجتهد فى تخصصك. ولو عندك أى سؤال لى بعد قراءة هذا العمود: إجابتى واحدة: لا تضيّع وقتك، اذهب إلى كتبك وافتحها، اذهب إلى مكتبة جامعتك لتطلع على مراجع تخصصك. أقم نفسك حيث أقامك الله. لا تفكر فى جدوى العمل: ذاكر، اعمل، اجتهد. إن فعلت ذلك، لن تجد وقتاً للتشكك فى جدوى العمل.

ربما يكون مفيدًا أن تحتفظ بهذا المقال فى مكان قريب منك، واقرأه من آن لآخر، لعله يفيد.

وقل: «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى الشباب حى على العمل عاجل إلى الشباب حى على العمل



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon