توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عاجل إلى «السيسى»: ليلة التنصيب وليلة التحرش

  مصر اليوم -

عاجل إلى «السيسى» ليلة التنصيب وليلة التحرش

معتز بالله عبد الفتاح

بقدر ما كان مشهد تنصيب الرئيس الجديد مهيباً ومحترماً، هرمنا من أجل أن نراه فى حياتنا حيث يسلم الرئيس السابق السلطة والمسئولية للرئيس الجديد، بقدر ما كانت ليلة التنصيب مرتبطة بفاجعة تحرش بعض المستهترين بفتاة فى ميدان التحرير.
المفارقة لافتة للنظر.
مصر التى يتحدث عنها الرئيسان عدلى منصور وعبدالفتاح السيسى، مصر متطلعة إلى الأمام، آملة فى مستقبل أفضل، تتحدث عن الحرية المسئولة، وعن التنمية المتوازنة. لكنها غير مصر التى فى الشارع، حيث تتراجع هذه القيم والمفاهيم فلا حقوق ولا التزامات. بل إنه حتى داخل قصر القبة نفسه وبعد أن انتهت المراسم كانت هناك حالة من الهرجلة غير المفهومة. وكأن هدف النظام هو إرضاء الرئيسين وإعطاء انطباع إيجابى أمام الكاميرات. وقد كان.
لكن ما وراء ذلك وما بعده، نعود إلى سابق عهدنا من اللاتخطيط والعشوائية والارتجالية.
وبعد أن تخرج من قصر القبة تجد عدداً كبيراً من أهلنا الذين يصطفون على جانبى الطريق يعبرون عن فرحتهم وتبدو عليهم مظاهر السعادة ولكن تجد أيضاً من يشكو من أن بعض السيارات قد أصابها شىء من التدمير لأن البعض أراد أن يسجل احتفاله بليلة التنصيب بأن يكسر «مرآة سيارة» أو أن يدمر «زجاجها» أو أياً من هذا.
هذه الملامح كلها توضح صعوبة ما نحن مقبلون عليه.
ناظر المدرسة يذهب إلى المدرسة ليجد طلاباً يتنافسون فى اختراق القوانين وفى انتهاك القواعد وإهانة المدرسين، فيحاول أن يدفعهم دفعاً فى اتجاه الانضباط لكنهم يرفضون الانضباط لأنهم ألفوا وسعدوا واستكانوا للفوضى؛ فيقاومون قدر ما يستطيعون.
وهنا تكون المعضلة: هل نحن بصدد انضباط أم استبداد؟
قلت من قبل ما يؤدى إلى الاستبداد ليس فقط المدح المبالغ فيه ولكن كذلك الفوضى التى لا ضوابط لها. العقلية المصرية اعتادت على واقع لا يدعم فكرة النهضة ولا التقدم ولا الانضباط.
نحن بحاجة لأن نعيد تعريف أنفسنا وأن نعيد تربية أنفسنا وأن نعيد تهيئة أنفسنا على قيم جديدة هى حقيقة عكس الكثير مما اعتدناه وما نعيش عليه.
هذه هى معضلتنا الأكبر وهى مهمة صعبة تحتاج وقتاً وجهداً منظماً.
قالوا للإمام محمد عبده: «كم نحتاج لتربية الأمة على قيمة النهضة؟» فرد بأننا بحاجة إلى خمسة عشر عاماً. فقالوا له إن هذا كثير، فقال إن خمسة عشر عاماً ليست كثيرة على تربية أَمَة (أى فتاة) فما بالكم بتربية أُمّة (بضم الألف).
نحن بحاجة للجنة عليا يرأسها رئيس الجمهورية شخصياً لمراجعة ما الذى نقوله وما الذى نفعله كى نكون مجتمعاً بهذه الدرجة من الازدواجية فى الكلام عن القيم وعدم الالتزام بها، مجتمع لا يخشى الرذيلة بقدر ما يخشى الفضيحة.
هذه من مهام الرئاسة الجديدة، وهى لا تقل أهمية عن مهام توسيع العمران وبناء المدن وتشييد المصانع. والله المستعان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى «السيسى» ليلة التنصيب وليلة التحرش عاجل إلى «السيسى» ليلة التنصيب وليلة التحرش



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon