توقيت القاهرة المحلي 05:59:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية مصرية معطلة

  مصر اليوم -

كارثة أخلاقية مصرية معطلة

معتز بالله عبد الفتاح

كتبت من قبل عن اتصال من صديقى محمد الميكانيكى قال فيه: «فاكر صبحى؟» قلت له: «مَن صبحى؟».

قال: «صبحى اللى خبط فى العارضة»، قلت له: «آه طبعاً. كيف حاله؟» قال لى: «مش مهم حاله، المهم فاكر لما كنا بنلعب مباراة كرة قدم، ولم يكن له مكان فى الفريق معنا، فوقف على الخط لفترة وفجأة جرى ناحية عارضة المرمى وخبط فيها، ووقتها سألناه هو انت لما جريت ناحية العارضة واصطدمت فيها كنت رايح فين؟ فاكر وقتها قال إيه؟».

قلت لصديقى الميكانيكى: «علشان انتم مش عايزين تلعبونى معكم، فقررت أن أوقف اللعبة كلها».

قال صديقى الميكانيكى: «فيه كام واحد زى صبحى فى البلد دلوقتى؟».

قلت له البشر فى الكون تغلب عليهم صفات معينة تجعلهم فى النهاية أقرب إلى نمط أو أكثر من أربعة أنماط. هناك نمط حلّال المشاكل (problem solvers)، متعتهم الحقيقية فى أن يجدوا حلاً للمشاكل التى إما عجز عن حلها الآخرون وإما هى مصدر سعادة للآخرين، وقد لا يكترثون كثيراً بالمقابل المادى أو المعنوى الذى سيحصلون عليه. هم سعداء لأسباب داخلية، ولا يعنيهم العائد المقبل من خارج أشخاصهم. وقطاع مهم من هؤلاء يكونون الباحثين عن العلم والمعرفة (knowledge pursuers) لأنها مدخلهم لحل المشاكل.

الناس من وجهة نظر هؤلاء إما يحلون المشاكل وإما يصنعون المشاكل. هم يفضّلون أن يحلوها بجد.

وهناك نمط الساعين للشهرة (fame seekers)، وهؤلاء يريدون أن يكونوا نجوماً بمناسبة أو بلا مناسبة. هم يريدون أن يكونوا جزءاً من الحدث، سواء بالحق أو بالباطل، ونجاح هؤلاء من وجهة نظرهم يرتبط بأن يكونوا «معروفين» على أكبر نطاق واسع. التعبير الغربى لوصف هؤلاء: «media monkey»، لأنهم لا يكادون يفوّتون فرصة للوجود الإعلامى، معلقين على أى حدث أو متحدثين فى أى موضوع.

الناس من وجهة نظر هؤلاء إما أن يكونوا مشهورين أو غير مشهورين. هم يفضلون أن يكونوا مشهورين جداً.

وهناك ثالثاً نمط جامعى المال (money makers)، وهؤلاء يربطون بين نجاحهم فى الحياة ومقدار الأموال التى يحصلون عليها، كمدخل لإشباع حاجاتهم المختلفة. والنجاح يرتبط بأن يكون ما لديهم من مال فى زيادة مستمرة.

الناس من وجهة نظر هؤلاء إما أغنياء وإما فقراء. هم يفضلون أن يكونوا شديدى الثراء.

وهناك رابعاً الأشخاص جائعو السلطة (power hungry)، وهى بالنسبة لهم إما أن تكون تتويجاً لكل ما سبق وإما المدخل لتحقيق كل ما سبق. ولكنهم فى النهاية يرون فى أنفسهم أنهم أقدر من غيرهم على التحكم فى مسار الأحداث، ومصائر الناس.

الناس من وجهة نظر هؤلاء إما أن يكونوا حاكمين أو محكومين. هم يفضلون أن يكونوا فى السلطة إلى الأبد.

وقطعاً الناس ليسوا ماكينات، وإنما هى نفوس تحكمها خصائص وطموحات متنوعة وأحياناً متعارضة، وربما نجد من يريد أن يكون كل ما سبق: فهو بين الأثرياء ثرى، وبين المشهورين مشهور، وبين السياسيين سياسى، وبين الخبراء خبير. علماء النفس يقولون إن الشخص النهم فى محاولة تحصيل كل ما سبق أو يسعى لتحصيل ما يريد بغض النظر عن آثار ذلك على المجتمع أو على المحيطين به يعانى من خلل نفسى (personality disorder)، يجعله مستعداً لوقف سعى الآخرين وأنشطتهم لتحقيق أهدافهم، طالما هو لم يحقق هدفه. فلو كان هناك من فاز فى الانتخابات كان يرى أمثال «صبحى» أنفسهم الأولى به، فسيشوّهون كل ما يفعله الفائز فى الانتخابات أو الحاصل على المنصب.

فيه ناس عندها مظالم حقيقية، ولكن فيه ناس عندها نهم لأن توقف كل شىء، هى ليست جزءاً منه. يا عزيزى كثيرون منا «صبحى»، لكنها مسألة ثقافية تتغير مع تغيّر الزمان والمكان ونظم الحكم. هى فينا ولكنها ليست قدراً محسوماً.

قال صديقى: «الله يطمئنك!».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة أخلاقية مصرية معطلة كارثة أخلاقية مصرية معطلة



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon