معتز بالله عبد الفتاح
كتبت الأستاذة ياسمين مدكور كلاماً مهماً عن تجربتها فى الزواج، وأنقله إليكم، بتصرف، عسى أن يحدث اختراق ثقافى يجعلنا نفكر فى أصل قضية الزواج وليس فى شكلياتها:
«فيه ناس استغربت أو زعلت منى لإنى معزمتهاش على جوازى، الحقيقة هى إننا معزمناش حد عشان معملناش فرح، كل اللى عملناه إننا رُحنا للمأذون كتبنا الكتاب وبعدها رحنا معاد شغل سوا وبعدها اتعشينا فى مطعم بقالنا كتير عاوزين نجربه. فى هدوء وببساطة وكان نفسى فى ده طول حياتى، ولحد دلوقتى مش قادرة أصدق إن ده حصل فعلاً. وإن الجواز بالبساطة دى بعيد عن أى تعقيدات ترتيبات فرح وزفة ومعازيم وطقم صينى وطقم 17 حلة وطقم الخشاف والجيلى اللى هيتحط فى النيش.
وطنطات اللى معرفهمش وجايين يجاملوا والناس اللى جاية تؤدى واجب اجتماعى فى أهم يوم فى حياتى، بالشكل اللى مفرقش كتير عن العزا. وبهرجة كتير وزحمة ودوشة، عشان بس الناس تعرف إن فيه اتنين اتجوزوا، مع إنهم برضه عرفوا ده لما عملنا married على (فيس بوك).
العادات والتقاليد لو بتسهل الحياة أهلاً بيها، بعد ما نتأكد إنها فعلاً بتسهلها، لكن لو بتصعّب الدنيا وتعقدها يبقى بلاش منها، إنت بتتجوز عشان ترتاح قبل ما يكون عشان تتبسط وبتطور شكل حياتك وتختار حد تشاركوا بعض حياتكم، بينكم قيم مشتركة وأفكار متشابهة. لا شبْكة بتحمى واحدة من إن جوزها يمنع عنها إنها تشتغل أو يديلها ملاليم كل شهر عن قصد لإذلالها ولا شقة بمليون جنيه بتضمن لواحد أنه يعيش سعيد ومرتاح.
الفرح والفستان والكوشة والزفة والشبكة والمعازيم والأفلام دى كللللها عظيمة لو هى دى اللى هتسعدك بجد، لكن طول ما انت بتعملها عشان حد تانى يبقى مبسوط وانت تبقى متكدر يبقى ملهاش أى لأزمة. وتبقى بتخسر نفسك.
المظاهر عمرها ما كانت بتعمر بيوت، ولا عمرها بتسعد البيوت اللى بتعمرها. والخوف من كلام الناس وهيقولوا إيه وهياكلوا وشنا وإزاى منعزمش طنط فلانة والناس دى هتيجى تاكل فين ومنين وإزاى وكل الكلام ده لو بتعملوه تحت ضغط الناس وكلام الناس واللى أهاليكم عاوزينه وعشان العرف والناس والمجتمع، خليكم بس واضحين إن ده بتعملوه عشان ده. لو ده بتعملوه عشان ده اللى بيسعدكم انتوا وهو ده اللى عاوزينه فعلاً اعملوه عشان ده اللى هيبسطكم. لكن متعملش حاجة عشان تبسط حد تانى غيرك، ودى مش أنانية، دى حياتك اللى بتبدأها ومن حقك تبدأها بالشكل اللى يريحك. وحتى لو بتعمل ده عشان تبسط حد تانى خليك فاكر إن ده ميكدركش إنت، وتبقى واعى لإنك مبتعملش ده عشان مبسوط بيه إلا لو مبسوط بيه.
فى الآخر دى حياتك، واختياراتك من أول طقم المعالق اللى هتاكلوا بيه لمدة 25 سنة أو أكتر لحد الشخص اللى انت اخترته يشارك حياتك.
أهالينا شالوا لنا أطقم حلل وكاسات وبطاطين، وممكن جداً ينسوا فى وسط كل ده يدوروا على سعادتنا وسعادتهم، لأن الجواز مش طقم حلل، ولا فرح، ولا أوضة نوم مينفعش تقل عن 30 أو 40 ألف، كل دى حاجات الناس والمجتمع حطها على الجواز وبسببها بقى الجواز صعب، ومؤجل وناس بتتجوز وهى فوق الـ35 سنة عشان معندهاش تدفع كل ده، واللى ربنا كرمه ومعاه وبيتجوز بيبقى فاكر إن هو ده الجواز، أول حاجة بتيجى فى بال أى حد عن الجواز شقة وشبْكة ومهر ومؤخر، السكينة والمودة والحب والتفاهم مش أول حاجة هتيجى فى بالنا عشان هو ده اللى اتعلمناه، والجواز اتربط عندنا بالعبء والمسئولية المالية والمادية، من غير ما يبقى فيه مساحة أكبر من كده للأهم للمسئولية النفسية والمعنوية وإن إنت بتدور على حد تسنده ويسندك وتبقوا فاهمين بعض وبتتكلموا لغة واحدة».
شكراً ياسمين، وربنا يسعدكما.