إزيك أيها القارئ الشقيق.. صباح الفل.
طبعاً أنت بتسأل هو أنا ليه كاتب العنوان كده. ما كنت أكتبه كده: «No solution point» أو كده: «نقطة اللاحل».
الحقيقة مش هتفرق لأنك فى الأصل ما بتقراش، ولما بتقرا مش بتفرق معاك أوى.
لكن بما أنك قرأت، تعالَ نسأل السؤال الأهم: هل وصلت مصر إلى نقطة اللاحل؟
أحياناً بأحس بكده، وأحياناً بأحس إنى مش عايز أعترف بكده. دخلت فى حالة من التفاؤل الوظيفى، أى التفاؤل بالقدر الذى يجعلنى قادراً على القيام بوظيفتى. لكنه ليس تفاؤلاً مبنياً على معطيات موضوعية.
مثلاً، مثلاً، مثلاً، على بال حضرتك ما هتخلص قراءة مقالات جورنال «الوطن» وشوية أخبار هنا وهناك المفروض تكون مصر بنت مدرسة لاستقبال الأطفال الجداد اللى اتولدوا أثناء ما حضرتك خلصت قراءة الجورنال. ليه؟ قلت لى: ليه؟
فى التسعينات كنا بنزيد مليوناً و600 ألف فى السنة، إحنا الآن بنزيد 2 مليون و600 ألف فى السنة، يعنى حوالى طفل بيتولد كل 20 ثانية. يعنى فى الدقيقة الواحدة فيه ثلاثة أطفال جاءوا إلينا، يعنى فى الساعة 180 طفلاً مطلوب لهم مدارس ومستشفيات وطرق ومواسير مياه وصرف صحى وغيرها.
علشان تحقق تنمية حقيقية فى المجتمع لا بد أن يكون معدل النمو الاقتصادى ثلاثة أمثال معدل الزيادة السكانية. بالمناسبة معدل الزيادة السكانية فى مصر قرّب من 3 بالمائة، ومعدل النمو الاقتصادى فى حدود 2 بالمائة. يعنى إحنا فقراء وبنفقر بعض أكثر.
بنفقر بعض أكثر ولا لأ، يا متعلمين يا بتوع المدارس؟
مثلاً، مثلاً، مثلاً، حضرتك عندك الديناصور الضخم اللى اسمه الجهاز الإدارى للدولة اللى هُمَّ دولة من حيث العدد. نحو 7 ملايين موظف المفروض وفقاً للمتوسطات العالمية أن يكون كل واحد فيهم بيخدم نحو 120 ألف مواطن. إحنا حدانا فى مصر، وحباً من المصريين فى المصريين، عندنا الموظف المفروض أنه يخدم 12 مواطناً. الحقيقة، هو بيخدم نفسه على حساب 12 مواطناً.
وكل واحد ليه «بدلات» فلوس: بدل عمل، بدل انتقال، بدل ما يطلع عنينا، بدل ما يفضحنا، بدل ما يبلّغ عننا. وهكذا. وكلها أموال دافعى الضرائب. والمشكلة أن الجهاز الإدارى للدولة بيزيد مش بيقل. طيب وبعدين؟
مثلاً، مثلاً، مثلاً، الطرق العظيمة التى كل يوم نجد فيها قتلى وجرحى ويموت لنا فيها نحو 20 ألف واحد كل سنة، يعنى تقريباً عدد من قتلت إسرائيل من جنودنا وضباطنا فى حرب 1967.
صحيح هناك طرق جديدة بتتبنى، وستخفف من وطأة المشكلة لكنها لن تحلها.
وبناءً عليه؟
وبناءً عليه؟
وبناءً عليه؟
لازم حد، وغالباً الحد ده، رئيس الجمهورية شخصياً، يطلع على الناس دى يفهّمها المخاطر، ويوضح لها الكوارث اللى إحنا عايشين فيها ورايحين ليها.
لو الدولة بقيادة الرئيس لم تقُد حملة قومية لوضع حد أقصى لعدد الأطفال فى الأسرة وتدعمه قيادات الرأى فى المجتمع، «انسى مصر». وبما أن الدولة غالباً مش هتعمل حاجة لأنها بتحارب الإرهاب، يبقى «انسى من دلوقتى»، وقل مطمئناً: «نو سوليوشن بوينت».
الإعلام العبقرى بتاعنا اللى شغال طول الليل والنهار فى تخوين هذا وإعلان هذا «طابور خامس» وسادس، ما يكلم الناس فى المآسى العظيمة اللى إحنا فيها دى. يفهّم اللى بيخلف بالخمسة والستة والسبعة أن هذا إفقار له وللمجتمع.
حرام اللى بنعمله فى نفسنا. والله العظيم إحنا شعب «زى العثل»: «عثل، عثل، عثل».
وبعدها يقول لك بيتآمروا علينا؟ هُمَّ مين؟ إحنا أكبر متآمرين علينا.
قديماً قالوا: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
قال تعالى: «وما ظلمناهم، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون». صدق الله العظيم.
ومع ذلك، قال تعالى أيضاً: «ولا تيأسوا من روح الله». صدق الله العظيم.