توقيت القاهرة المحلي 05:54:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وهذا هو ما اكتشفناه عن الإخوان

  مصر اليوم -

وهذا هو ما اكتشفناه عن الإخوان

معتز بالله عبد الفتاح

أن يكون فى جماعة أو حزب سياسى مشاكل، سواء أخلاقية أو فكرية أو تنظيمية، هذا وارد، ولكن أن ينسب هؤلاء أنفسهم للإسلام تكون المعضلة أكبر.

وحين وجهت أسهم النقد لجماعة الإخوان بعد وصولهم للسلطة، فهذا كان رد فعل على عيوب كثيرة بدت منهم، وحين ينتقد المنتسبون للجماعة الأسباب نفسها، التى جعلت غيرهم ينتقدونها، فهذا يعنى أن العوار حقيقى وأن الخلل منهجى.

يقول عصام تليمة، أحد المنتسبين للجماعة، ومن المقربين لقياداتها الفكرية ما يلى:

«ليست الأزمة داخل الإخوان فى الخارج أزمة فكرية، كما يصور البعض، أو يحلو له أن يصور، بل هى أزمة -من وجهة نظرى- أزمة خلق تتبعها إدارة، نعم بكل وضوح أقولها: لو كانت الأزمة داخل الإخوان فكرية، فهناك مرجعية معتمدة لدى الجميع، وهى أدبيات الإخوان، بداية من «رسائل حسن البنا»، و«دعاة لا قضاة»، وثوابت الجماعة المعروفة، والتى يعرف منها ما هو قابل للتطوير، وما هو ثابت، لكن الحديث عن خلاف فكرى حديث خادع، يدور بعيداً عن الأزمة، بل يراد ذلك، أن يدور الناس فى فلك أمر بعيد عن الحقيقة.

بكل صراحة، الأزمة أزمة خلق، وحب الذات، وإعلاء حظ النفس على حظ الجماعة، والحفاظ على أوضاع تحقق طموحات شخصية أكثر منها دعوية، تتبع ذلك دائرة المنتفعين بهذه الشخصيات، علينا أن نكون صريحين إذا أردنا علاجاً ناجعاً، فهى أزمة خلق فى بعض قيادات تتحدث عن الإخلاص، والشورى، وعن قيم سامية، وعندما تتعارض هذه القيم مع حظ النفس، سرعان ما تجد مبررات تساق للحفاظ على مواقعها ومكتسباتها، أزمة خلق عندما يكون الحديث عن المؤسسية، بينما يقوم البعض بتبنى مبدأ الشللية، ويجمع حوله من يتفق معه فى الأهداف والمصالح، ويقصى من يشم منه رائحة المخالفة ولو فى رأى يفيد الجميع. وليغضب من كلامى من يغضب، فلم ولن أقولها إلا إرضاء لله وحده، فلن ألقى الله بجماعة تدافع عنى، ولن ألقاه بعصبة أو جماهير تشفع لى عند ربى لو كنت مجاملاً فى قول الحق.

علينا أن نعترف بأن الانقلاب العسكرى فى مصر، أخرج كثيراً من عيوبنا، التى ربما كان مقبولاً تأجيل الحديث عنها، أو علاجها قبل الانقلاب، أما الآن ونحن نرى آثار هذه الآفات تهوى بنا وبتاريخنا، وبكل ما ضحى به أسلافنا ممن قاموا بحمل هذه الجماعة فى مصر وخارجها. كنت أكتب وغيرى عن هذه الآفات داخل الصف الإخوانى قبل الثورة، وكنت أجد هجوماً من المخلصين من أبناء الجماعة، وحرباً ضروساً من بعض قيادات يطالها كلامى ونقدى، ولكن الآن أصبحت دائرة من ترى هذه الأخطاء تتسع لدرجة أنها أصبحت أغلبية داخل الجماعة، ترى بكل وضوح أن هذه الأزمة هى أزمة خلق لدى حفنة قليلة.

وهى أزمة خلق كذلك عند بعض فئات الصف الإخوانى، الذى يرى ويبصر كل هذا الخلل ويكتفى بالهمس، والحديث الصامت، أو الانزواء بعيداً عن اتخاذ إجراء فعال ينهى تسلط أمثال هؤلاء، نعم يملك الصف الإخوانى إنهاء هذا الخلل، فهو ليس كماً مهملاً، يستدعى وقت الاستدعاء، ويركن على الرف وقت انتهاء المطلوب منه، ويهمش نفسه بنفسه، ويعتبر نفسه مجرد صوت انتخابى يلقى عند كل انتخاب، ويمضى لحال سبيله، دون محاسبة لكل مسئول، وتقويمه عند الخطأ، ومتابعته فى كل ما يقوم به».

انتهى الاقتباس، ويبقى السؤال: لو كانت «أزمة الخلق» هذه بهذا الحجم، فلماذا يستغرب الإخوان أن يعامل المصريون من غير المنتسبين للإخوان الجماعة على أنها بلا خلق، لا سيما مع ما يخرج من المنتسبين لها من سلوك وألفاظ لا يتفقان مع صحيح الإسلام؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهذا هو ما اكتشفناه عن الإخوان وهذا هو ما اكتشفناه عن الإخوان



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - ترامب يوافق على خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 09:44 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جورج وأمل كلوني يحتفلان بذكرى زواجهما في أجواء رومانسية

GMT 12:02 2024 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

نصائح وأفكار لإطلالات أنيقة ومتناسقة

GMT 20:58 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لجان البرلمان المصري تستعد لمناقشة أزمة سورية

GMT 23:21 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

تعرفي على خطوات للحفاظ على "لون الصبغة"

GMT 23:40 2018 الأحد ,04 آذار/ مارس

تعرف على سعر ومواصفات سكودا كودياك 2018

GMT 19:31 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الشرطة تكشف تفاصيل تجريد أستاذ جامعي من ملابسه

GMT 18:47 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة فيات كرايسلر تكشف عن تراجع ديونها بمقدار النصف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon