توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حرب الاستقطاب.. بين القنطار والإرهاب

  مصر اليوم -

حرب الاستقطاب بين القنطار والإرهاب

أسامة الرنتيسي

على أرض سورية، ومنذ نحو 5 سنوات، تشتعل "حرب عالمية ثالثة مصغرة"، تشارك كل دول العالم بصيغة ما فيها، سواء عبر الدول الكبرى والتحالفات، التي مدت يدها كثيراً في المعدة السورية، وتجرّب على أرضها، وعلى حساب شعبها كل أنواع السلاح، الفعّال منه وغير الفعّال، أو عبر تصدير المقاتلين، من الشام إلى "الجنة والحور العين".

بامتياز، حصلت الحرب في سورية على لقب "الحرب القذرة"، ولهذا فكل ما سوف ينتج عن هذه الحرب هو بالمحصلة قذر وبلا قيم ولا أخلاق. عملية اغتيال "عميد الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية" سمير القنطار، وبصواريخ إسرائيلية، كشفت ليس فقط عن قذارة الحرب في سورية، وأدواتها وتحالفاتها، بل كشفت كذلك عن أعجب ما فينا من قيم وأخلاق، نحن المشاركين من المدرجات في التصفيق لأحد طرفي الحرب، وللدقة لأطراف الحرب الكثيرة.

في لحظة ما، وفوراً، وبلا وازع ضميرى ولا الرقابة الذاتية، تجرأ الجمهور الذي يقف ضد النظام السوري وتدخُّلِ حزب الله في الحرب القذرة، إلى نزع صفة البطولة والشهادة عن سمير القنطار، لا بل تجاوزت الشتائم إلى ما هو أبعد من ذلك، حتى وصل الأمر إلى أن استعانت وسائل إعلام موالية لهذا الفريق باستحضار مطلَّقة القنطار لتشارك في حفلة الشتم والتشفي.

بسبب هذه الحرب، تناسى هؤلاء السنوات الثلاثين التي قضاها القنطار أسيراً في السجون الإسرائيلية، وتناسوا (ولا أريد أن أقول فرحوا لأنها تجرح "كريستال روحي" إن نطقتها) نجاح الصواريخ الإسرائيلية في عملية اغتيال القنطار.. ولا أبالغ إن رأيت أنه من الإنصاف تحميل المسؤولية لمن أرسل القنطار – الذي ظللنا ردحاً من الزمن نتغنى ببطولته - إلى معركة القدس عبر الزبداني، واختلّت بوصلته حتى صار الجنوب شرقاً لديه، وغرق في مستنقع هذه الحرب القذرة! 

الشماتة لم تقف عند حدود اغتيال القنطار، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما تم توجيه الاتهامات إلى روسيا التي تسرح وتمرح في الأجواء السورية، متسائلين: كيف سمحت "السوخويات والـ S400" لهذه الصواريخ بالوصول إلى مكان إقامة القنطار؟! وزاد بعضهم فوصل إلى الشك بوجود تنسيق روسي إسرائيلي في هذه العملية. (هل هناك خيال اكثر قذارة من ذلك؟).

على المدرج الآخر من الجمهور (الشبّيح) مع النظام السوري، برزت شماتة أخرى، لا بل تفاخر، عندما قتلت الطائرات الروسية قائد فصيل "جيش الإسلام" زهران علوش، طبعاً لسنا في صدد المقارنة بين القنطار وعلوش، وإنما المقارنة منحصرة في غياب القيم والأخلاق عند شريحة واسعة من طرفي الجمهور الذي يهتف كل منهما على طريقته للحرب القذرة في سورية، ووصل الامر في بؤساء حزب الله ان يعلنوا ان الطائرات الروسية ثأرت للقنطار بأغتيال علوش.

التعامل مع الحرب القذرة في سورية، تشبه حامل كيس الفحم، فمن أي جهة يتعامل معه سيصيبه "الهباب"، وهو إما سيختنق بالكربون قبل الوصول إلى الهدف، وإما سيوصل كيس الفحم و"وجهه أسود" .

في هذه الحرب، وبعد أن استطاع النظام في سورية أن يحول ثورة السوريين المطالبة بأنفاس من الحرية، بدأت من درعا ضده، ليصوّرها بل ويقنع كثيراً من أقطاب القوة العالميين بأنها ثورة ضد الإرهاب العالمي، فضلاً عن أن هذه الحرب القذرة رفعت من منسوب الطائفية، وزادت في تقسيم المقسّم، وتفتيت المفتّت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الاستقطاب بين القنطار والإرهاب حرب الاستقطاب بين القنطار والإرهاب



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon