بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – بتواضع شديد؛ أعترف أنني حائر لأي قائمة يسارية ديمقراطية حزبية أصوت في الانتخابات النيابية المقبلة 10 أيلول.
الحيرة منبعها أن قوائم الأحزاب اليسارية الديمقراطية مبعثرة على ثلاث قوائم، النهوض (تحالف الأحزاب القومية واليسارية) طريقنا (الحزب الشيوعي) ، تحالف التيار الديمقراطي (الديمقراطي الاجتماعي والمدني الديمقراطي)، وقد أضيف لها قائمة حزب تقدم كقائمة بنهج يساري علماني حتى لو لم يصنف الحزب ضمن الأحزاب اليسارية والقومية، فأنا أرى فيه نهجا يساريا في طريقة تفكير شخصياته وأداء بعض قادته ومنتسبيه ومرشحي قائمته، وهو من الأحزاب التي اشتُغل عليها جيدا، وجاء بعد حوارات معمقة ضمن جلسات لم تكن في البداية تفكر بالأحزاب وبتجربة حزبية حقيقية، بل كمجلس سياسات.
شخصيا؛ (بتواضع شديد مرة أخرى) أجد نفسي قريبا ومحسوبا على قائمة النهوض (تحالف الأحزاب القومية واليسارية) (24 مرشحا) لكن بقراءة بسيطة متواضعة لا أجد فرصة لهذا التحالف من تجاوز العتبة والحصول على مقعد برلماني مع أني أتمنى أن يكون أكثر من نصف أعضاء البرلمان محسوبين على الخط اليساري الديمقراطي، والنصف الاخر من السيدات، لكن ما بين التمني والحقيقة بون شاسع.
وقائمة طريقنا (الحزب الشيوعي) (20 مرشحا) خرج الحزب من رحم تحالف الأحزاب القومية واليسارية بسبب عدم التوافق على ترتيب الأسماء في القائمة الحزبية، وفشل في التحاور مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي والمدني الديمقراطي للسبب نفسه، وشكل الحزب الشيوعي قائمة منفردا، معتمدا على اسم مرشح ظهر حديثا أنه من رفاق الحزب الشيوعي (حيدر الزبن) وهو اسم كبير ومهم وله سمعة وطنية ووظيفية مقدرة، لكن هل سيتجاوز الحزب منفردا العتبة، شخصيا أشك في ذلك.
أما القائمة الثالثة، تحالف التيار الديمقراطي (الديمقراطي الاجتماعي والمدني الديمقراطي) التي تتكون من 28 مرشحا، فقد جاءت بعد عملية ولادة قيصرية، وبتوافقات صعبة، وفشلت في الوصول إلى قائمة موحدة لليسار الديمقراطي بعد التشدد على ترتيب أسماء المرشحين، مع الأحزاب القومية واليسارية بحجة العقدة التأريخية، وأن لهم الحق بأن يكونوا أولا في القائمة الموحدة، كما خسر التحالف مرشحا من وزن عدنان العجارمة صاحب فرصة في الحصول على أصوات منطقته وقد وصل إلى قبة البرلمان في انتخابات سابقة.
يساري مثلي لا يزال يؤمن بالفكر اليساري الديمقراطي، وأمثالي كثيرون نزفتهم الأحزاب القومية واليسارية، اين سيجدون ضالتهم في التصويت لقائمة يكون لها الحد الأدنى في المنافسة والفوز، حتى لا تضيع أصواتنا هباء منثورا، بعد أن تخلصنا من عقدة “تسجيل موقف للتأريخ”.
للآن؛ لست مقتنعا أن ترتيب البرلمان المقبل وضروريات التحديث السياسي يستوجبا أن يكون هناك نواب يساريون، وهناك فرصة لنائب عن الخط اليساري للفوز بالمقعد، فمن سيظفر به يا ترى؟!
هناك الآن أكثر من 10 يساريين في مجلس الأعيان الأردني، وهم بذلك يغطون هذا المتطلب التعددي في الحياة السياسية الأردنية.
الدايم الله…