بقلم: أسامة الرنتيسي
شارع الموت الذي لا تتوقف فيه حوادث السير قتل فيه سبعة أشخاص في حادث بشع في العدسية / الأغوار، خمسة منهم من أسرة فلسطينية واحدة.. يرحمهم الله ويرحمنا جميعا.
دائرة السير عللت الحادث بعد المتابعة والتقارير بخراب كوابح الشاحنة التي فقد سائقها السيطرة عليها فاعتلت خمس سيارات فعجنتها على من فيها.
بالمعايير كلها؛ ليس ما يقع في شوارعنا يوميا حوادث سير، بل هو جرائم قتل.
حسب أرقام الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق فإن الحوادث التي أدت إلى الوفاة نقصت من ٦٤٣ وفاة إلى ٥٨٩ والحوادث ككل نقصت من ١٦٠٠٠٠ حادث إلى ١٢٠٠٠٠.
ستبقى الطرق المشؤومة (طرق الموت) يقتل عليها خيرة أبناء هذا الوطن، كلّما تأخرت الحكومة ساعة عن إصلاحها، ولنا التجربة القاسية في الطريق الصحراوي فأجزاء منه لا تزال في غاية الرداءة والاهتراء، والطرق البديلة التي تم توفيرها لم تمنع الجرائم البشعة التي ما زالت تقع في هذا الشارع.
في أول 100 يوم من العام الماضي بلغ عدد الوفيات في حوادث السير 104 وفيات، فيما بلغ عدد الأشخاص المصابين بجروح ورضوض بمختلف أنحاء الجسم من جراء تلك الحوادث 2418 شخصا، في حين بلغ إجمالي عدد الوفيات نتيجة حوادث السير منذ عام 2016 نحو 600 وفاة في مختلف أنحاء المملكة، وفي عام 2015 بلغ عدد الوفيات 608، وفي عام 2014 سجل 688 وفاة.
أليست هذه حربا مفتوحة عندما يصل المعدل السنوي لوفيات حوادث السير إلى نحو 600 شخص سنويا.
في بعض الدول التي تقع فيها حروب وقتال لا يخسرون ضحايا بهذا العدد، ومع هذا ما زلنا نقول بدلع شديد: “حادث سير مؤسف”.
كعادتنا، لا نتحرك إلا عندما تقع الكارثة، وكعادة الحكومة – والحكومات المتعاقبة جميعها – يوجه رئيسها وزراء الداخلية والنقل والأشغال العامة لمعاينة الطرق التي تقع فيها الحوادث والوقوف على احتياجاتها وأولويات العمل اللازم على جناح السرعة للحد من حوادث السير الدامية.
دائما وبعد حوادث السير الدامية يتصدر وسم (هاشتاغ) #حوادث – السير الوسوم المتداولة في تويتر الأردن من حين لآخر، حيث يطالب المغردون بضرورة دق ناقوس الخطر من هذه الحوادث التي تأخذ يوميا أنْفُسًا بعمر الورد.
الدايم الله…