توقيت القاهرة المحلي 12:23:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شوية كرامة بَسْ

  مصر اليوم -

شوية كرامة بَسْ

بقلم: أسامة الرنتيسي

  لحظة تجل فائقة، خلالها احتسى دريد لحام بقايا العرق الموجود في قعر الزجاجة، ثم رفع سماعة التلفون وتحدث مع والده الشهيد في كاسك يا وطن وكذب عليه بكل  كلمة قالها عن واقع الحال، إلا أنه  في النهاية صدم والده بعد أن فرح  قائلا: الحمد لله، منيح مش ناقصكم حاجة، فرد عليه :  والله يا بيي مش ناقصنا إلا شوية كرامة….

غزة، الأسطورة في كل شيء، رفعت منسوب كرامة الإنسان الفلسطيني والعربي والمناصرين للحق الفلسطيني جميعهم.

قطاع مساحته 360 كيلومترا مربعا  تحتاج دولة الغطرسة الصهيونية إلى طلب المساعدة من الغرب المتوحش، والعالم المتصهين، كي تقضي على مقاومة تسكن باطن أرضه، فتتوحش على شعب غزة الأعزل فتبيده بمجازر لا يصدقها عقل، تنقل بعضها على الهواء مباشرة.

طبعا؛ نحن لا نشاهد سوى 25 % مما تفعله آلة البطش الصهيونية في شعبنا في قطاع غزة، ونشاهد فقط ما تستطيع كاميرات الصحافيين التقاطه بعد أن توسعت قوات الاحتلال في استهداف الصحافيين أنفسهم فقتلت منهم حتى الآن 182 شهيدا.

أي كرامة هذه التي يصنعها الجيل الجديد من المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين أيضا، وما هو المطلوب من الفلسطينيين أن يفعلوا أكثر من ذلك، لقد قدموا  في قطاع غزة 43 ألف شهيد حسب الأرقام الرسمية وأُجْزِم أن العدد، خاصة من بقي تحت الأنقاض أضعاف هذا الرقم، هذا عدا مئات الشهداء في الضفة الفلسطينية والقدس المحتلتين.

بالله عليكم يا أهالي غزة لا تسامحونا وقد خذلانكم، ومعكم كل الحق إن كفرتم بإخوانكم في العروبة والدين والإنسانية، فهم حتى في مذابح  المستشفيات يتساءلون عن موقفهم وماذا يفعلون.

 عالم يبقى صامتا عندما تقصف المستشفيات، هذا عالم قذر وحقير بلا إنسانية أو رحمة.

عالم لا يحاسب مجرمي الحرب الذين يقطعون الماء والكهرباء والطعام والدواء عن مليوني ونصف المليون هم أبناء قطاع غزة، عالم ليس لنا فيه حياة.

في تواصل يومي مع أصدقاء غزًيين، من عّظْم المقاومة ولحمها، ومن قيادات الصف السياسي الأول، ليسوا محسوبين على حماس، وغير متعاطفين مع نهج السلطة ورئيسها محمود عباس، نكتشف أن العدوان هذه المرة مختلف عن الحروب السابقة، في حدته.

القصف إلاسرائيلي وحشيا شرسا وبشعا إلى درجة مسح وجه الأرض بهدف استرداد ماء الوجه الذي استبيح فجر 7 أكتوبر، واستئصال المقاومة من  الشعب الفلسطيني وشعب غزة تحديدا.

هكذا.. تتلظى غزة  جوعًا كما تتلظى الكرامة العربية على أبواب التأريخ المعاصر.. فمن لغزة  ينقذها ويجفّف دموعها، ومن للتأريخ  يكتبه بقلم ذي خط مقروء.

للتأريخ وللموضوعية؛ هناك تقدير غزاوي عالي الهمة لكل دعم غذائي أو طبي أو أية معونات أردنية تصل القطاع، ويقولون لولا المساعدات الأردنية لماتت عائلات كثيرة من الجوع.

غزة التي لم تركع للاحتلال حتى الآن ، لن تركع للبطش، وهي تهدي القبور كل يوم شهداء.

 بدنا  “شوية كرامة”.. لعلنا نفيق من غَفلَتنا وسباتنا..   

الدايم الله….

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شوية كرامة بَسْ شوية كرامة بَسْ



GMT 08:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 08:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 08:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 08:01 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 08:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف العالمي لحل الدولتين لإقامة «الفلسطينية»

GMT 07:59 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجديد في علاج أمراض القلب

GMT 07:56 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية منظمة التحرير!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 10:17 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه
  مصر اليوم - عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon