توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شبهات فساد..مَن يَمتلكُ أراضي شارع الأردن والماضونة والقويسمة؟!

  مصر اليوم -

شبهات فسادمَن يَمتلكُ أراضي شارع الأردن والماضونة والقويسمة

بقلم :أسامة الرنتيسي

في بَطن الرّواية الشّعبية قضيّتان ترويان بوجع شديد تغلغل الفساد عميقًا في بُنيان مؤسسات الدولة، حيث لَهفَ أذكياء الفساد المتّهمون مئات ملايين الدنانير من جراء اطّلاعهم على قرارات مصيرية لمشروعات استراتيجية بحكم وظائفهم.

الروايتان تتعلقان أولًا بالأراضي المحاذية لشارع الأردن، وثانيًا أراضٍ في الماضونة والقويسمة مُحاذيةٍ لمشروعات منتظرة، قام رئيس الوزراء يوم الاثنين بوضع حجر الأساس لمشروع مركز جمرك عمان الجديد في منطقة الماضونة جنوب شرق عمان، بتكلفة (93) مليون دينار،  من صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، والثاني مشروع حراج كبيرٍ تابع لأمانة عمّان.

في الرواية الأولى؛ تزعم المعلومات أن أمينًا سابقًا لعمّان اشترى “بتراب المصاري” مئات قطع الأراضي حول مخطط شارع الأردن قبل أن يخرج المشروع للنور، وبعد إنجازه ارتفعت أسعار هذه الأراضي إلى أرقام فلكية للدونم الواحد.

والرواية الثانية؛ تزعم أن أمينًا آخر لعمّان بمشاركة أحد أعضاء الأمانة وقتها، اشتريا مئات قطع الأراضي في المنطقتين قبل أن يعرف أحدٌ أن هناك مشروعات استراتيجية مقبلة في المنطقة.

التدقيق في الموضوع ليس صعبًا، وحتى لا تبقى الرواية الشعبية سيّدة الموقف، وحتى يكون كلام رئيس الوزراء الدكتور الملقي قبل يومين تحت قبة البرلمان ـــــ للفعل الحقيقي وليس للاستهلاك اليومي ــــ عندما قال: “إن الحكومة جادة بمحاربة الفساد بأشكاله كافة، ومدّعي عام هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ينظر أولًا في القضايا ثم تُحوّل إلى القضاء”، على هيئة مكافحة الفساد أن تتحرك وتطلب من دائرة الأراضي أسماء مُلّاك قطع الأراضي في تلك المناطق، وعندها يَتبيّن زيف الرواية الشعبية من صدقها.

ليس معقولًا ألّا يفلت مشروع أو قرار في البلاد في السنوات الأخيرة من شبهة فساد، واعتداء على المال العام، حتى أصبح كل قرار او توجّه او صفقة متهمًا حتى تثبت براءته.

في فترات ماضية طالت شبهات الفساد إدارات في وزارة التربية وبعض الجامعات، كما طالت وزارتي الأوقاف والثقافة.. وحامت شبهات حول هيئة مكافحة الفساد ذاتها، فقد ازدحمت بعض وسائل الإعلام بمعلومات ووثائق لم يتم التحقّق منها ( عن شبهة فساد حول أراض تعود ملكيتها لرئيس الهيئة السابق).

ليس هناك ما يُغضب الأردنيين جماعات وأفرادا، أكثر من ظواهر الفساد المرتبطة بعناوين معروفة جيدًا، ومصالح احتكارية واقتصادية واسعة وشخصيات رفيعة المستوى، خصوصًا أن الوجه الآخر من الصورة يزدحم بالمشكلات والمآسي الاجتماعية والانسانية؛ (مثل البطالة والفقر) الناجمين عن سياسات الاستغلال البشع وفقدان الشعور بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية.

لا أحد يُنكر حجم الارتياح العام للاستجابة للمطالب الشعبية بالكشف عن ملفات الفساد ومحاسبة المسؤولين، الذي سيُسجّل هدفًا مباشرًا في أجندة الاصلاح الشامل عندما تكون  المحاسبة علنية أمام أعين الجميع، من خلال وسائل الإعلام بأطيافها كافة.

وسيتعزز يقين الأغلبية الساحقة بأن معركة مواجهة الفساد قد انطلقت فعلًا، عندما تأخذ هذه السياسة مجراها، وتُعتمد استراتيجية ثابتة في برامج عمل الحكومات، وأن لا تقتصر على إثارة زوابع، او تقديم ضحايا من الوزن الثقيل لإرضاء الرأي العام فقط، فقد تعبنا من الحديث عن الفساد، ولم نرَ فاسدين خلف القضبان.

يجب أن نتذكر أن النجاح لن يُكتب لمكافحة الفساد إلّا إذا كانت مع دعم سياسي جدّي، ولا بد من أن تكون جهود مكافحة الفساد، بعيدة عن التشهير والتسقيط والتسييس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبهات فسادمَن يَمتلكُ أراضي شارع الأردن والماضونة والقويسمة شبهات فسادمَن يَمتلكُ أراضي شارع الأردن والماضونة والقويسمة



GMT 04:18 2022 الخميس ,28 تموز / يوليو

فعاليات ثقافية للجميع... حق!

GMT 06:37 2020 الإثنين ,31 آب / أغسطس

والشافعي أيضاً...

GMT 00:26 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

ظاهرة «العدو العميل»!

GMT 07:38 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

ربما تكتشفه عُمان!

GMT 01:14 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

غياب رجل حكيم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon