بقلم - أسامة الرنتيسي
الأول نيوز – في 12 مايو (أيار) 2021 في ذكرى النكبة، تنتصر فلسطين ويسقط وهم الكيان الصهيوني فتنشر صحيفة هآرتس العبرية اليسارية مقالا وزع على السوشيال ميديا ولم يتم العثور عليه على موقع الصحيفة بعنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة”!.
وبعد 220 يوما من بدئ عدوان الإبادة التي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، ترتفع أصوات بأن الكيان الصهيوني يلفظ أنفاسه وبدأت ملامح زوال الكيان تظهر في الأفق.!.
ما تفعله المقاومة الفلسطينية وحماس تحديدا، وبالذات ما تصنعه آلة الإعلام في قناة الجزيرة، وما يظهر على شاشة التلفزة في الأيام الأخيرة، والعمليات البطولية التي يصورها الإعلام العسكري وتبثها الجزيرة، يظهر بوضوح أن جيش الاحتلال يلفظ أنفاسه الأخيرة بحسب روايات “الجزيرة”.
فهناك عمليات بطولية استدعت أن يقول مسؤول أميركي عنها إن العملية العسكرية الاسرائيلية في غزة بثت الحياة في حركة حماس من جديد في الشمال وفي جباليا تحديدا.
كما ظهرت عمليات بطولية وكمائن لجنود العدو، وصيد من المسافة صفر لسبعة جنود في جباليا، وزرع عبوات شواظ تفجيرية تحت الدبابات مباشرة، وظهرت قذائف الياسين (جديدة وبتلمع) في فيديوهات اليومين الماضيين، في رسائل واضحة أن المقاومة لا تزال ممسكة في الأمور وفي قرار الميدان.
في المعلومات بلغ عدد الغزيين الذين غادروا القطاع إلى مصر نحو 170 ألف غزيٍ، دفعوا بما يعادل 5000 دولار للشخص الواحد للخروج، وفي فترات سابقة بلغت كلفة الخروج نحو 10000 دولار دفعت لسماسرة على معبر رفح.
اللافت للنظر كثيرا هو الحملة غير العادية التي غزت وسائل الإعلام عن ظاهرة تتشكل تفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تكوين اتحاد القبائل العربية برئاسة إبراهيم العرجاني شيخ مشايخ سيناء، الذي ظهر بموكب أسطوري وأغان خاصة لابراهيم العرجاني تظهر كلما قلبت فيديو على تطبيق ريلز.
في أجواء النكبة الفلسطينية المستمرة منذ 76 عاما، تأتي ذكراها هذه الأيام بطعم مختلف، فالشعب الفلسطيني يخوض حربا بدمه فيستشهد أكثر من 35 ألفا يمكن أيضا أكثر من نصف هذا الرقم لا يزالون تحت ركام بيوت غزة المدمرة.
في غزة؛ وبعد أيام العدوان الطويل الذي يزحف نحو العام، هناك مشروعات سياسية خبيثة كثيرة يجري طبخها وترسيمها على الأرض، أقلها أن ميناء غزة الذي شيدته القوات الأميركية بكلفة 320 مليون دولار لا يمكن أن يكون هدفه الرئيس إيصال المساعدات لشعب غزة المنكوب.
كما لا يمكن أن يكون كل ما يجري للإفراج عن الأسرى الصهاينة الذين يحاولون قتلهم بكل الوسائل، ولا القبض على السنوار وقادة حماس التي بدأ الإعلام العبري يروج بأنهم غادروا غزة منذ الأيام الأولى.
كأننا بين نكبتين، الأولى إتسمت بالتهجير، والثانية بالدم المسفوح والابادة الجماعية، لكن ما ينعش الروح، أن العالم على الاقل شعبيا إستيقظ على نكبة حقيقية لشعب أعزل وقضية عادلة ممتدة كل هذه السنوات.