توقيت القاهرة المحلي 08:26:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مَنْ ضَيّع مُجَمَّع النقابات الأردنية المهنية

  مصر اليوم -

مَنْ ضَيّع مُجَمَّع النقابات الأردنية المهنية

بقلم : أسامة الرنتيسي

قديمًا في وسط العاصمة عمان، في منطقة الشميساني تحديدا، في منتصف شارع الشريف عبدالحميد شرف، كان هناك مبنى شكل قلعة للحرية والحريات، اسمه مجمع النقابات المهنية.
هذا المجمع كان العنوان الدائم للأنشطة الوطنية في زمن الأحكام العرفية، وتواصل هذا الفعل في مرحلة ما سميّ التحول الديمقراطي، وطغى حضور هذا المجمع وفعله النقابي والسياسي والوطني على فعل الأحزاب السياسية حتى بعد مرحلة الترخيص والعلنية.
أهم المحاضرات والندوات واللقاءات احتضنها هذا المجمَّع، كما احتضن كل ما كان لا يمكن عقده بسبب تعقيدات كثيرة، وكان دائما عنوانا جَمْعِيًا للجميع من مختلف التيارات السياسية والفكرية.
لم تختلف قيمة مجمع النقابات المهنية في فترة سيطرة القوميين واليساريين على قرار المجمع، كما لم تختلف في فترة سطوة التيار الإسلامي وبقي عصيًا على الترويض واستمر شعلة في النشاط والحضور.
من داخل أروقته تشكلت لجان كثيرة، أبرزها لجنة مقاومة التطبيع حيث كان لها الدور البارز في لجم أية محاولة لتشويه وجدان الشعب الأردني، وبقي نقيا عصيا على أي اختراق تطبيعي مع العدو الصهيوني.
على درجات سلمه القليلة، وقف المعتصمون والمتظاهرون والمتضامنون مع القضايا الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية، وفي جنبات قاعاته طورت النقابات المهنية عملها المهني والنقابي، كما استضافت عشرات بل مئات المعارض والندوات، وأحيت المناسبات الوطنية والقومية جميعها.
كان مجلس النقباء في سنوات خلت صاحب القرار الفعلي في الحراك الشعبي والوطني، وكان بعض رؤساء مجالس النقباء يشكلون العنوان الأبرز في الفعل العام، وكلمتهم مسموعة، عند النقابات والأحزاب والمشتغلين في العمل العام جميعهم.
الآن؛ نرى غيابا واضحا لِما كان يسمى مجلس النقباء، ولم نعد نسمع به حتى في أعقد اللحظات التي تحتاج إلى موقف واضح وصريح، يعبر عن موقف النقابات المهنية الوطني والسياسي في الشأن العام.
نتذكر جيدا، قبل سنوات عندما قادت النقابات المهنية شعلة احتجاج الأردنيين ضد قانون ضريبة الدخل، التي تطورت إلى احتجاجات الدوار الرابع التي أسقطت حكومة الدكتور هاني الملقي.
صحيح أن النقابات وقتها خذلت الاحتجاج، وتراجعت بعد لقاءات وحوارات مع الحكومة، لكن يسجل لها أنها كانت نقطة الانطلاق لهذا الفعل الشعبي.
في هذه الأيام، وفي عز التضامن مع فلسطين والأقصى والمقدسات، لا تلقى دعوة النقابات المهنية حضورا يتجاوز 100 شخص، في حين كان المجمع يفيض بالحضور إلى جنبات الشوارع المحيطة به في أقل دعوة لأي نشاط يعلن عنه.
مَن أفرغ مجمع النقابات المهنية من قيمته المعنوية والوطنية كعنوان للعمل السياسي والنقابي والوطني يتحمل المسؤولية في تراجع مستوى العمل السياسي عموما في البلاد.
أمعقول أنه لم يبق في مجمع النقابات المهنية سوى معرض الملبوسات التركي المفتوح طيلة ايام السنة، وغابت عنه باقي المعارض والفعاليات السياسية والنقابية والوطنية.
صحيح أن مجمل الحالة العامة في البلاد شهدت تراجعا ملموسا في كل شيء، لكن حالة مجمع النقابات المهنية ومجلس النقباء مختلفة للقيمة المعنوية التي ترسخت في عقول الأردنيين طوال السنوات الماضية.

الدايم الله…..

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مَنْ ضَيّع مُجَمَّع النقابات الأردنية المهنية مَنْ ضَيّع مُجَمَّع النقابات الأردنية المهنية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon