توقيت القاهرة المحلي 21:21:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة الحجاج وغياب الحكومة!

  مصر اليوم -

كارثة الحجاج وغياب الحكومة

بقلم - أسامة الرنتيسي

لم تنته حتى الآن كارثة الحجاج، فما زال هناك حجاج مفقودون.

من ينظر إلى طريقة إدارة كارثة الحجاج والتعامل معها يكتشف أن “الحكومة مْعيِّدة” وفي عطلة العيد لا تفعل شيئا.

إعلام وزارة الأوقاف للأسف فشل منذ البلاغ الأول عندما وزع الحجاج في عز أخبار الكارثة، بين حجاج نظاميين، وحجاج خارج البعثة.

كانت الأخبار تتحدث عن وفيات بالعشرات، ونحن نقول حجاج نظاميون، وحجاج غير نظاميين.

حتى بعد أن استلمت وزارة الخارجية متابعة الموضوع، كانت البيانات مربكة غير مطمئنة، ولا يوجد فيها معلومات، أبرز ما ظهر في ذلك البيان الذي كشف عن ارتفاع أعداد الوفيات ولم يذكر كم وصل العدد، فترك المخيال الشعبي يتحزر في الأرقام، ويتحدثون عن ضحايا كأنهم يتحدثون عن أخبار أقل من عادية.

دفع حجاجنا فاتورة صعبة هذا العام بوفيات أعلن عن آخر رقم 41 وفاة، وهناك عشرات المفقودين حتى الآن، وهذا يؤشر إلى ارتفاع جديد في عدد ضحايا هذا الموسم.

القضية كبيرة، وهناك فيديوهات كارثية يتم تداولها عما حدث، ومن المسؤول عما جرى، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق الآن أصبحت متأخرة جدا، ولن تفعل شيئا، سوى محاسبة الشركات التي أسهمت في توريط الأردنيين في الحج الوهمي ودفع بعضهم ثمن ذلك حياتهم، وآخرون تمت “بهدلتهم” بكل ما تعني الكلمة من معانٍ.

لدينا مركز أزمات، نوعي ومهني، لكن لم يعد يليق بنا في الأردن أن يبقى شكل العمل العام من دون جهة جامعة يتمركز فيها عقل الدولة لإدارة الأزمات بأشكالها المختلفة، واستشراف المستقبل بخطط ودراسات استراتيجية، تعتمد على بنك معلومات مهني، وعلى أحدث وسائل الاتصال والتواصل، وعلى طرق علمية في التشبيك بين قطاعات العمل العام كافة، الحكومي والخاص.

إذا أردنا أن نسير على الطريق الصحيح يجب علينا أولا أن تعترف السلطات القائمة الحالية أنها لم تتمكن من حل مشاكل البلاد، لا بل تقف عاجزة عن إدارة وحل الأزمات، وتقدم أداء سلبيا في المفاصل وعند وقوع الحدث، والسبب بسيط للغاية، هو غياب المعلومة الدقيقة التي يجب أن تكون لدى صانع القرار، على مختلف المستويات.

وجود هذه الإدارة المركزية للأزمات بات مطلبا وطنيا لما وصلت إليه الأحداث في البلاد، فلا بد من تجديد عقل الدولة، بتوسيع قاعدة المشاركة والإسهام، والدمج الفعلي والحقيقي للقطاعين العام والخاص، والتوقف عن سياسة استثناء من لا يتوافق مع “علبة السيستم “.

نحتاج إلى نقلة نوعية في إدارة شؤون البلاد، وفي طبيعة تركيبة السلطات القائمة، لأن الأزمات التي نمر بها غير مسبوقة، وليست عابرة بحيث تتم معالجتها بصفقات تعودنا عليها.

مركزة إدارة الأزمات، مرحلة أولية لتجديد عقل الدولة، الذي يحتاج إلى مشاركة خبرات سياسية واقتصادية واجتماعية متخصصة أثبتت نجاحات في مجال اختصاصها، لكنها غائبة عن تقارير المستشارين.

بالمناسبة؛ كأن الحكومة استسلمت لتقارير إعلامية بأنها على وشك المغادرة، ولهذا غابت تماما عن قضية كبيرة بحجم كارثة الحجاج ووفاة أكثر من 40 حاجا أردنيا.

سؤال؛ هل كانت تعلم وزارة الاوقاف أن هناك نحو 60 الف حاج أردني خارج البعثة الرسمية، وهذا سيشكل فوضى في الموسم، وهل خططت مع السلطات السعودية لمعالجة هذا الامر، أم ترك لمقولة “الله يجيب الي فيه الخير”!

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة الحجاج وغياب الحكومة كارثة الحجاج وغياب الحكومة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon