توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كارثة الحجاج وغياب الحكومة!

  مصر اليوم -

كارثة الحجاج وغياب الحكومة

بقلم - أسامة الرنتيسي

لم تنته حتى الآن كارثة الحجاج، فما زال هناك حجاج مفقودون.

من ينظر إلى طريقة إدارة كارثة الحجاج والتعامل معها يكتشف أن “الحكومة مْعيِّدة” وفي عطلة العيد لا تفعل شيئا.

إعلام وزارة الأوقاف للأسف فشل منذ البلاغ الأول عندما وزع الحجاج في عز أخبار الكارثة، بين حجاج نظاميين، وحجاج خارج البعثة.

كانت الأخبار تتحدث عن وفيات بالعشرات، ونحن نقول حجاج نظاميون، وحجاج غير نظاميين.

حتى بعد أن استلمت وزارة الخارجية متابعة الموضوع، كانت البيانات مربكة غير مطمئنة، ولا يوجد فيها معلومات، أبرز ما ظهر في ذلك البيان الذي كشف عن ارتفاع أعداد الوفيات ولم يذكر كم وصل العدد، فترك المخيال الشعبي يتحزر في الأرقام، ويتحدثون عن ضحايا كأنهم يتحدثون عن أخبار أقل من عادية.

دفع حجاجنا فاتورة صعبة هذا العام بوفيات أعلن عن آخر رقم 41 وفاة، وهناك عشرات المفقودين حتى الآن، وهذا يؤشر إلى ارتفاع جديد في عدد ضحايا هذا الموسم.

القضية كبيرة، وهناك فيديوهات كارثية يتم تداولها عما حدث، ومن المسؤول عما جرى، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق الآن أصبحت متأخرة جدا، ولن تفعل شيئا، سوى محاسبة الشركات التي أسهمت في توريط الأردنيين في الحج الوهمي ودفع بعضهم ثمن ذلك حياتهم، وآخرون تمت “بهدلتهم” بكل ما تعني الكلمة من معانٍ.

لدينا مركز أزمات، نوعي ومهني، لكن لم يعد يليق بنا في الأردن أن يبقى شكل العمل العام من دون جهة جامعة يتمركز فيها عقل الدولة لإدارة الأزمات بأشكالها المختلفة، واستشراف المستقبل بخطط ودراسات استراتيجية، تعتمد على بنك معلومات مهني، وعلى أحدث وسائل الاتصال والتواصل، وعلى طرق علمية في التشبيك بين قطاعات العمل العام كافة، الحكومي والخاص.

إذا أردنا أن نسير على الطريق الصحيح يجب علينا أولا أن تعترف السلطات القائمة الحالية أنها لم تتمكن من حل مشاكل البلاد، لا بل تقف عاجزة عن إدارة وحل الأزمات، وتقدم أداء سلبيا في المفاصل وعند وقوع الحدث، والسبب بسيط للغاية، هو غياب المعلومة الدقيقة التي يجب أن تكون لدى صانع القرار، على مختلف المستويات.

وجود هذه الإدارة المركزية للأزمات بات مطلبا وطنيا لما وصلت إليه الأحداث في البلاد، فلا بد من تجديد عقل الدولة، بتوسيع قاعدة المشاركة والإسهام، والدمج الفعلي والحقيقي للقطاعين العام والخاص، والتوقف عن سياسة استثناء من لا يتوافق مع “علبة السيستم “.

نحتاج إلى نقلة نوعية في إدارة شؤون البلاد، وفي طبيعة تركيبة السلطات القائمة، لأن الأزمات التي نمر بها غير مسبوقة، وليست عابرة بحيث تتم معالجتها بصفقات تعودنا عليها.

مركزة إدارة الأزمات، مرحلة أولية لتجديد عقل الدولة، الذي يحتاج إلى مشاركة خبرات سياسية واقتصادية واجتماعية متخصصة أثبتت نجاحات في مجال اختصاصها، لكنها غائبة عن تقارير المستشارين.

بالمناسبة؛ كأن الحكومة استسلمت لتقارير إعلامية بأنها على وشك المغادرة، ولهذا غابت تماما عن قضية كبيرة بحجم كارثة الحجاج ووفاة أكثر من 40 حاجا أردنيا.

سؤال؛ هل كانت تعلم وزارة الاوقاف أن هناك نحو 60 الف حاج أردني خارج البعثة الرسمية، وهذا سيشكل فوضى في الموسم، وهل خططت مع السلطات السعودية لمعالجة هذا الامر، أم ترك لمقولة “الله يجيب الي فيه الخير”!

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة الحجاج وغياب الحكومة كارثة الحجاج وغياب الحكومة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon