بقلم - أسامة الرنتيسي
مع ارتفاع درجات الحرارة إلى أرقام فلكية وصلت الجمعة في الكويت إلى 56 درجة مئوية، ووسط تكتم شديد، وارتياح واسع صدر أمر أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح بتعيين ولي للعهد بعد ثلاثة أسابيع من مرسوم أميري بحل مجلس الأمة ووقف العمل ببعض مواد الدستور لأربع سنوات. حيث سُمّي الشيخ صباح خالد الحمد مبارك الصباح (71 عاما) وليا للعهد.
وكان الشيخ صباح قد تولى رئاسة الحكومة الكويتية بين عامي 2019 و2022 في عهدي الأميرين الراحلين الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
تعيين ولي للعهد في الكويت جاء بعد قرار أمير الكويت ووصفه في 10 مايو الماضي خطوة حل مجلس الأمة، بأنها “قرار صعب لإنقاذ البلد وتأمين مصالحه العليا”، مشيرًا إلى تدخلات حدثت من بعض (النواب) بحق اختيار الوزراء وولي العهد.
واعتبر أن البلاد واجهت “من المصاعب والعراقيل ما لا يمكن تصوره أو تحمله، حيث سعى بعضهم جاهدين إلى غلق كل منفذ حاولنا ولوجه لتجاوز واقعنا المرير ما لم يترك لنا مجالًا للتردد أو التمهل لاتخاذ هذا القرار الصعب”.
ولي العهد الجديد خبير الشؤون السياسية الخارجية يعطي مؤشرا إلى اهتمام قيادة الكويت بالشؤون الخارجية، لا كما يدعي بعضهم ان هناك إنكفاء للداخل في الكويت، فهي التي طوال السنوات الماضية كانت اللاعب السياسي الأول في الخليج العربي، وهي التي بردت ملفات كثيرة من النزاعات في دول الخليج، كان آخرها الأزمة السعودية القطرية.
في 2008، كنت أعمل في صحيفة أوان الكويتية التي كان يرأس تحريرها الدكتور محمد الرميحي، وفي ظهيرة أحد الأيام أخبرني أن نستعد لزيارة مهمة من قبل وزير الإعلام، وكان وقتها الشيخ صباح الخالد وزيرا للإعلام.
استقبلنا سموه في مبنى الصحيفة في العارضية الصناعية، وجال في أروقة الصحيفة مبديا إعجابه الشديد بالمستوى الفني والتقني والمحتوى التي كانت تتمتع به الصحيفة، ونحن لمسنا من حديث سموه ثَقافةً واطلاعًا ونظْرةً تقدمية للإعلام ودوره في حماية الاقتصاد والتنمية والتطور.
ولي العهد الجديد في الكويت، تُحسَب له نظافة اليد والسيرة الحسنة من قبل النخب الكويتية وعموم الشعب الكويتي، كما أنه الأقرب لأمير الكويت فهو ابن أخت الأمير، وزوج ابنة الشيخ سالم العلي كبير فرع عائلة السالم الصباح.