د.أسامة الغزالي حرب
من هو سيبويه؟ هو أهم الأسماء فى تاريخ النحو العربى وأول من وضع قواعده فى مؤلف مشهور باسم «الكتاب».
والمدهش أن سيبويه فارسى الأصل، كما يتبدى من اسمه الذى يعنى «رائحة التفاح»، ولد فى عام 769م (اى منذ أحد عشر قرنا) ورحل مبكرا من فارس إلى البصرة حيث درس فيها اللغة العربية على يد علمائها الكبار خاصة الخليل بن أحمد، واضع علم العروض فى الشعر العربي.
لماذا أتذكر سيبويه الآن..؟ أتذكره كما يفعل عادة الكاتب والإعلامى البارز إبراهيم عيسى فى غمرة تعليقاته الساخرة على الانتهاك الذى تتعرض له اللغة العربية على يد الكثير من الشخصيات العامة والقيادات السياسية، وهو أمر يبدو شائنا بالذات بالنسبة للسياسيين الكبار، الذين يفترض ان تكون الخطابة إحدى مقوماتهم الأساسية، والتى تتطلب بالطبع امساكا قويا بناصية اللغة، والعالم يذكر على مر التاريخ العديد من الخطب الشهيرة لزعماء كبار جمعوا فيها بين عظمة المضمون وجمال وإتقان اللغة، لا محل للإفاضة فيها هنا.
غير ان أبرز الأمثلة التى أشار إليها إبراهيم عيسى كانت عن حق الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب الذى فاجأنا بأخطائه النحوية الفادحة على نحو لا يستقيم مع مؤهلاته العلمية ولا مع ما ينبغى أن يتحلى به رئيس البرلمان المصرى، فلقد شهد هذا البرلمان عبر تاريخه العريق الممتد لمائة وخمسين عاما رؤساء عظام اشتهروا ليس فقط بإتقانهم الكامل للغة العربية وإنما فصاحتهم و قدراتهم الخطابية الفذة، التى هى بالقطع أحد مقومات السياسى الناجح، وفى مقدمتهم سعد زغلول ومصطفى النحاس ومحمد حسين هيكل باشا ...إلخ.
غير أن الأمر يمكن تداركه على الأقل بحسن الإعداد، وتشكيل الخطاب، والتدريب على قراءته مسبقا، فليس فى ذلك أى عيب، ولكن العيب كل العيب، هو الوقوع فى أخطاء نحوية و لغوية لا تليق، والتى سمعت آخر نوادرها فى خطبة الترحيب برئيس الجمهورية فى البرلمان، عندما نطق رئيس المجلس اسم شهر جمادى الأول بفتح الجيم وليس بضمها!