توقيت القاهرة المحلي 18:39:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصيف القاسى !

  مصر اليوم -

الصيف القاسى

د.أسامة الغزالى حرب

بناء على مادرجت عليه من تخصيص «كلمات حرة» صباح كل إثنين للحديث عن «الكتب»، وبمناسبة المناخ الحار الاستثنائى الذى تشهده مصر هذه الأيام، أحب ان اشير هنا إلى ثلاثة مفكرين كبار كانت لهم كتاباتهم التى تمثل علامات مهمة فى رصد العلاقة بين المناخ والحضارة.فلا شك ان من بين ما خطر على بالنا جميعا بمناسبة تلك الموجة المناخية، هو تأثير الحر الشديد على قدرة الإنسان على العمل والإنجاز، وهو مايستدعى إلى أذهاننا نظريات العلماء و الفلاسفة الذين رأوا ان الحضارة والإبداع الحضارى لا يمكن ان يتما إلا فى مناخ بارد أو معتدل وفى مقدمتهم المفكران الفرنسيان مونتسكيو وجان بودان. ولكنى أركز هنا على ثلاثة اسماء مهمة، ذات اتجاهات متباينة، تناولت فى كتاباتها العلاقة بين المناخ والحضارة، الأول هو عالم الاجتماع الفرنسى «موريس دوفرجيه» فى كتابه «مدخل إلى علم السياسة» الذى قال إنه ليس مصادفة أن البلاد ذات المناخ البارد والمعتدل والتى تشمل اوروبا وشمال آسيا و امريكا الشمالية هى الاكثر تقدما، وأن البلاد ذات المناخ الحار التى تشمل الجزيرة العربية وجنوب إيران وكذلك جنوب الهند والصين وجنوب مصر وليبيا والجزائر وسائر افريقيا...إلخ كانت هى الأقرب للتخلف، وان اقصى صور التخلف موجودة فى المناطق الإستوائية.أما الإسم الثانى فهو الفيلسوف البريطانى العملاق «أرنولد توينبى» الذى وضع افكاره فى كتابه الاشهر «دراسة للتاريخ» والذى فسر فيه التطور التاريخى بنظريته الشهيرة عن «التحدى والاستجابة»، ففى مقدمة التحديات التى رصدها كان بالطبع تحدى المناخ القاسى، والذى تمثل فى شح المطر، والتصحر...إلخ من عوامل مشابهة دفعت المجتمعات الأولى للهجرة والإبداع الحضارى بأشكال مختلفة. يتبقى الاسم الثالث الجدير بالذكر هنا وهو العالم الأمريكى البريطانى الاصل أستاذ الانثروبولوجى حاليا فى جامعة كاليفورنيا براين فاجان مؤلف كتاب «الصيف الطويل: دور المناخ فى تغيير الحضارة» وهو الكتاب الذى صدر عام 2004 وترجمه د. مصطفى فهمى إلى العربية ضمن سلسلة عالم المعرفة (رقم 2007)، والذى رصد فيه فاجان ارتفاع حرارة الكرة الأرضية على مدى الالف وخمسمائة عام الماضية، و كيف اثر ذلك على ظهور الحضارات المختلفة، و بالمناسبة، فإن فاجان ايضا من دارسى الحضارة المصرية القديمة، و كتب اكثر من كتاب عنها، وقدم لأحد تلك الكتب «مصر الفرعونية» عالم المصريات البارز زاهى حواس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصيف القاسى الصيف القاسى



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon