د.أسامة الغزالى حرب
اليوم (25 نوفمبر) هو اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة ، يستحق منا، أى من أجهزة الإعلام و الثقافة وكافة الجهات المعنية، إهتماما أكبر! إنه أهم من أن يكون شاغلا فقط للمجلس القومى للمرأة و المنظمات النسائية الأخرى، ولكنه يجب أن يكون محلا لاهتمام الجميع.
لا أعرف كم برنامجا إذاعيا و تليفزيونيا سوف يكرس لهذا الموضوع، ولا كم قصرا للثقافة سوف يحتفل به ، و لا كم صحيفة سوف تتناوله بعمق، ولا كم حزبا سياسيا خصص نشاطا ما لإحيائه. العنف ضد النساء، ضد الفتيات الصغيرات ، ضد المراهقات، ضد المرأة الشابة و العجوز ، له اشكال كثيرة ، شائعة و شائنة فى مجتمعنا، علينا أن نفضحها و نتصدى لها فى هذا اليوم! وللتذكير أولا، فإن الأمم المتحدة اختارت هذا اليوم (25 نوفمبر) لتلك المناسبة إحياء لذكرى مقتل ثلاث فتيات شقيقات من النشطات السياسيات ضد ديكتاتور الدومينيكان رافائيل تروخيلو فى مثل ذلك اليوم من عام 1960. أما فى بلادنا فإن أشكال العنف و التمييز ضد المراة ما تزال كثيرة و متعددة بالرغم من مكاسب حققتها لا يمكن انكارها.
لقد روعتنا فى الشهور الماضية حوادث عنف وحشى ضد فتيات صغيرات ، ولكنها ليست إلا نوعا واحدا من العنف الذى ينبغى أن نفضحه و نقاومه. ما تزال شائعة عادة الختان البغيضة المنافية للدين و للانسانية فى بعض المناطق، تتحدى القانون الذى يجرمها! وما تزال ظاهرة تزويج الفتيات الصغيرات و القاصرات مقابل مهور عالية تشتريهن موجودة! ما تزال هناك ظاهرة المرأة التى تعمل وتكد فضلا عن رعايتها لمنزلها، فى وجود زوج أو أخ عاطل و عازف عن العمل، مكتفيا بدوره فى توفير "ضل" أفضل من ضل الحيط، كما يقول المثل الشائع! العنف ضد المرأة- مرة أخرى- قضية أكبر و أشمل بكثير من أن تكون قضية المرأة فقط ، إنها بالقطع قضية تهم المجتمع كله.