د.أسامة الغزالي حرب
دعانى د. ممدوح حمزة يوم الثلاثاء الماضى (13/1) لأن أشترك فى حفل تكريم الأديب والكاتب المصرى الكبير بهاء طاهر فى الذكرى الثمانين لمولده، ولكن للأسف منعتنى آثار وعكة صحية من الذهاب فى الطقس شديد البرودة، ولكنها لا تمنعنى من أن اكتب هذه الكلمات تحية لمبدعنا الكبير! إننى لم أتعرف على بهاء طاهر شخصيا إلا متأخرا جدا، بالرغم من معرفتى بكتاباته قبل ذلك بكثير.
كان لقائى الأول به فى أثناء اعتصام الادباء والكتاب بوزارة الثقافة فى أوائل يونيو 2013 أى فى نهاية سنة الحكم الإخوانى، وهو الاعتصام الذى تم احتجاجا على سياسة الوزير د.علاء عبدالعزيز الذى جاء به الإخوان، والذى توهم قدرته على احداث سيطرة إخوانية على الوزارة وعلى المثقفين، فبادر باتخاذ قرارات بإنهاء ندب عدد من القيادات والتى أذكر أنه كان من أبرزها وقف انتداب رئيسة الأوبرا الفنانة القديرة إيناس عبد الدايم! والواقع أن توجس الأدباء والفنانين من الحكم الإخوانى، وصدامهم معه،كان قد جاء مبكرا قبل ذلك بكثير، وهو ما دعا إلى إنشاء «اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأى والتعبير» فى أغسطس 2012 والتى اختارت فى ذلك الحين بالإجماع بهاء طاهر رئيسا لها (حيث اختير محمد سلماوى منسقا عاما، ويحيى قلاش ناطقا باسمها).
بهاء طاهر إذن كان هو الرمز الأكبر لمبدعى ومثقفى مصر، فى مواجهة الردة الإخوانية التى هددت مصر فى أعظم ماتملك، اى قوتها الثقافية الناعمة. وطوال الفترة من منتصف2012 إلى منتصف 2013 تواصل نضال المثقفين المصريين على نحو مجيد، جدير بالتسجيل و الاحتفاء به. إنه النضال الذى تصاعد ليصل إلى ذروته العظيمة فى ثورة 30 يونيو 2013. وإذا كان شباب مصر هم الذين حركوا تلك الثورة فى ربوع مصر من أقصاها إلى اقصاها، فإن من ألهمها كانوا هم مثقفيها ومفكريها وأدباءها ومبدعيها، مما جعل أدق وصف لتلك الثورة هو أنها كانت ثورة من أجل هوية مصر! إننى اليوم أحيى بهاء طاهر ليس فقط باعتباره أديبا وكاتبا مبدعا، وإنما باعتباره ــ قبل ذلك وبعده ــ فى مقدمة رموز ثورة مصر العظيمة من أجل هويتها. حقا إنك لبهاء طاهر، وكل عام وأنتم بخير!