د.أسامة الغزالي حرب
يحتفل القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية هذه الأيام بمرور77 عاما علي إنشائه, منذ أن انطلق عام.1938 وأحب في هذه المناسبة أن أكتب تلك الكلمة تحية له ولكل العاملين به. إنني شخصيا لا أتذكر يوما- منذ بداية الستينات تقريبا لم أبدأ فيه صباحي بالإستماع إلي الـ بي بي سي. كنت في البداية أستمع إليها علي الموجة المتوسطة, قرب موجة صوت العرب, حيث كان الصوت غير نقي, خاصة عندما كان يتعرض للتشويش عليه!
واستمر ذلك الحال لسنوات طويلة إلي أن أصبح استقبالها متاحا علي الإنترنت, والآن أستمع إليها بوضوح شديد من خلال نظامSONOS الصوتي. وأسماء مذيعيها محفورة في ذاكرتي بقوة: مديحة رشيد المدفعي, هدي الرشيد, جميل عازر,حسن معوض, ماجد سرحان, إسماعيل طه, علي أسعد, رشاد رمضان, هالة مراد, فؤاد عبد الرازق, سلوي الجراح, محمد الصالح الصيد, علياء شراباتي,وأيوب صديق( بلكنته السودانية المميزة) خليل فهمي نجوي الطامي, حسام شبلاق, حسام السكري..وأخيرا المذيع المصري محمود المسلمي الذي يتألق هذه الأيام في برنامجه الإجتماعي الناجح' همزة وصل', فضلا عن مراسليهم الذين برزوا لسنوات طويلة( عزة محيي الدين و جيهان العلايلي من القاهرة, وحافظ الميرازي من واشنطن, وسليمان نمر من الرياض, و رفعت النجار من روما...إلخ). إنني أعتقد أن ال بي بي سي لعبت دورا هاما للغاية في الربط بين الناطقين بالعربية من المحيط إلي الخليج, وحافظت علي مستوي عال من الصدقية والاحتراف المهني الذي لا يمكن انكاره, خاصة بتقديم الأخبار وتحليلها علي نحو عميق و محايد إلي حد بعيد, فضلا عن تقديم برامج ذات عمق ثقافي رصين و التي ربما كان من أبرزها البرنامج الأدبي الشهير للشاعر الراحل حسن الكرمي' قول علي قول', والذي استمر تقديمه ثلاثين عاما متواصلة إلي أن توفي عام.2007 وأذكر أنني في إحدي زياراتي إلي لندن في منتصف التسعينات حرصت علي زيارة مبني البي بي سي في مبني'بوش هاوس',بصحبة الصديق الراحل نصر نصار الذي كان يعمل هناك أيضا في ذلك الوقت, وسألت بالذات عن المذيعة العراقية مديحة رشيد المدفعي, التي كانت توحي وهي تبدأ قراءة نشرة الأخبار, أنها سوف تعلن اندلاع حرب عالمية, لما في صوتها من قوة ومهابة.تحية للـ بي بي سي في عيدها الـ.77