توقيت القاهرة المحلي 07:58:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترويض أمريكا !

  مصر اليوم -

ترويض أمريكا

د.أسامة الغزالى حرب

هل فى هذا العنوان مبالغة؟ لا. ألا يقوم المدرب الماهر، المتمرس، بترويض الأسد ، بل وتخويفه بالكرباج لينصاع له؟ الأسد يستطيع فى أى لحظة أن يفتك بمن يروضه، ولكنه لا يفعل لأسباب كثيرة يعرفها أفضل منى بالقطع علماء سيكولوجيا الحيوانات.
ولكن ربما كان من الأسهل تفسير كيف أمكن لمصر أن تروض أمريكا، وأن يتغير الحال بسرعة من حضور الولايات المتحدة بتمثيل منخفض فى حفل تنصيب الرئيس السيسى يوم 8 يونيو الحالى ، حيث مثلها سفير بمكتب وزير الخارجية (توماس شانون).. إلى أن حضر أمس الأول، الأحد 22/ 6 وزير الخارجية جون كيرى إلى مصر ليقابل الرئيس الذى تولى الرئاسة بإرادة و موافقة الشعب المصرى، وليس بإرادة أو موافقة الإدارة الأمريكية! أسبوعان فقط بين 8 يونيو وبين حضور وزير الخارجية إلى مصر، وليس مستشاره
حيث انهالت التصريحات الوردية: فشدد كيرى على قوة "الشراكة" المصرية الأمريكية، وعلى أن الولايات المتحدة تؤكد رغبتها فى إنجاح مصر و دورها. وقال أيضا، أن واشنطن سوف تزود مصر بطائرات الأباتشى فى وقت قريب جدا، وأنه بحث سبل مواجهة الإرهاب و التطرف وتحديات المنطقة. وبالطبع ألقى كيرى نصائحه - لحفظ ماء الوجه- عن المخاوف من مخاطر "تقسيم" المجتمع المصرى و"القمع"(يقصد عزل الإخوان ومحاكمتهم). أما فى واشنطن، وتزامنا مع الزيارة، فقد أعلن عن الإفراج عن 527 مليون دولار من المساعدات المقررة لمصر، توطئة لتقديم باقى المعونة.
وهكذا بشكل واضح و صريح باع الأمريكيون الإخوان ، ليس طبعا حبا فى مصر وكراهية للإخوان، ولكن إخلاصا لمصالحهم فى المنطقة، والتى تحتم عليهم الحفاظ على علاقات قوية مع مصر بمكانتها و ثقلها الإقليمى! ففى السياسة - كما قال تشرشل- "لا يوجد أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، وإنما توجد مصالح دائمة"، ومصالح الولايات المتحدة اليوم هى مع دعم نظام مصرى منتخب ديمقراطيا، وقادر على مواجهة خطر الإرهاب ، الذى بدأت تنظيمات و موجات جديدة تظهر له، وتهدد العالم كله وليس المنطقة فقط. ولأن من مصلحة الأمريكيين مواجهة الإرهاب الذى اكتووا منه بشدة، فإنهم يتقدمون اليوم لتدعيم مصر ويعدونها بالمعونة و الأباتشى حتى بعد أن أطاحت مصر الثورة بحلفائهم وإخوانهم المخلصين. تلك هى لغة المصالح التى أتاحت "ترويض" أمريكا!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترويض أمريكا ترويض أمريكا



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon