توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدش الحياء العام!

  مصر اليوم -

خدش الحياء العام

د.أسامة الغزالي حرب

الحكم على الكاتب أحمد ناجى بالسجن عامين بتهمة خدش الحياء العام، بسبب ما جاء فى روايته «استخدام الحياة» دفعنى لمحاولة الحصول عليها فلم أفلح، ولكنى قرأت نص الفصل الخامس منها الذى نشرته «أخبار الأدب»، والذى كان أيضا سببا فى الحكم بحبس طارق الطاهر رئيس تحريرها. نعم، هناك ألفاظ جنسية وعبارات جنسية صريحة لا شك فى ذلك...ولكن، لأن القضية مهمة وتتعلق مباشرة بحرية التعبير والنشر، أقول أولا، إن المبدأ الاساسى والذى لا تجوز المساومة عليه هو حماية واحترام حرية النشر والتعبير التى نص عليها وضمنها الدستور المصري، وبناء عليه لا محل على الإطلاق لأى عقوبة سالبة للحرية فى قضايا النشر، وعلى كل من يعنيهم الأمر تنقية القوانين المصرية من كل ما يتعارض مع هذا المبدأ تحت أى مسميات: «خدش الحياء العام»، «ازدراء الأديان»...إلخ. ثانيا، من الوارد بالطبع أن تظهر أعمال توصف بأنها أدبية ولكنها تنطوى على إسفاف أو بدون مضمون أدبى حقيقى، ولكن الذى يحكم بذلك ليس المحاكم وإنما هو النقاد والحركة النقدية الأدبية... وهنا أتساءل أين نقاد الأدب الذين يقيمون تلك الأعمال ويقولون لنا إن كانت مجرد جنس فاضح أو أنها أدب يستحق القراءة والاحترام... ثالثا، استخدام الألفاظ الجنسية الصريحة مسألة شائعة فى الأدب فى العالم كله، مثلما هى فى الأدب المصرى والعربي، القديم والحديث. وهل نسينا الضجة التى عاصرناها فى الستينيات فى بريطانيا حول «عشيق الليدى تشاترلي»؟ أما فى الولايات المتحدة فدار حوار حاد حول رواية اسمها مدار السرطان لهنرى ميللر حظرت بدعوى أنها نوع من الفحش والإباحية، ثم أتاحتها المحكمة العليا. أما فى الأدب العربى القديم فحدث ولا حرج عن أحاديث الجنس المكشوف فى العديد من أمهات الكتب، وأتذكر أن أول ما قرأته فى صباى من جنس صريح كان فى كتاب الأغانى للاصفهانى الذى قرأته فى مكتبة والدى رحمه الله. وأخيرا، ومع ذلك كله فإن علينا أن نعترف بأن هناك فارقا ــ فى استقبال تلك الأعمال الأدبية المتضمنة لألفاظ الجنس الصريح ــ بين المجتمعات المتقدمة ذات المستوى الثقافى العالى لشعوبها، وبين المجتمعات التى يشيع فيها التدنى الثقافى فضلا عن الامية.. فلا ترى فى تلك الأعمال إلا سطورها التى تستفز فضولها وغرائزها و ليس حسها أو تذوقها الأدبى !. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدش الحياء العام خدش الحياء العام



GMT 18:32 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

فنّانو سوريا

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

المشهد اللبناني والاستحقاقات المتكاثرة

GMT 18:31 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 18:30 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

2024: البندول يتأرجح باتجاه جديد

GMT 18:29 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 18:27 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

رائحة في دمشق

GMT 18:26 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

«هشام وعز والعريان وليلى ونور وكزبرة ومنى ومنة وأسماء»

GMT 16:40 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

الوطن هو المواطن

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon