توقيت القاهرة المحلي 00:40:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرابات كبيرة

  مصر اليوم -

خرابات كبيرة

د.أسامة الغزالي حرب

“وما المدارس إلا خرابات كبيرة”! هذا هو عنوان تحقيق مهم نشرته صباح أمس (الجمعة، 24 /10) جريدة “الوطن” ص10. التحقيق شارك فى إعداده مجموعة من محرريها الشباب من مناطق الجيزة والإسكندرية ومطروح. العنوان صادم ولكننى أشهد أنه ـ للأسف ـ وصف دقيق للحالة المزرية التى تعانى منها المدارس فى مصر، والمقصود بالطبع المدارس الحكومية التى يتلقى التعليم فيها ربما 90% من التلاميذ فى مصر، إنها المدارس التى كانت يوما عماد تعليم راق ومتميز.
وهو أمر أشهد عليه أنا مع أبناء جيلى، كما أشرت إلى ذلك أكثر من مرة. ولقد حدث منذ عدة سنوات (وبمناسبة إجراء إحدى الانتخابات العامة التى تجرى عادة فى مقار المدارس) أن مررت على المدارس الثلاث التى تلقيت بها التعليم فى شبرا: الأشراف الإبتدئية، وشبرا الإعدادية والتوفيقية الثانوية‘ فى الفترة بين 1953 و 1965 فهالنى أنها كانت بالفعل “خرابات”. أن “الأشراف” التى كانت فى شارع متفرع من شارع شبرا قرب كنيسة “سانت تريز” والتى تميزت بحديقتها الصغيرة و لكن النظيفة، و فصولها التى لم يزد عدد التلاميذ فى أى منها عن 25 أو 30 تلميذا وتلميذة، وحجرة الموسيقى الواسعة بأدواتها المتعددة وعلى رأسها “البيانو”... وجدتها بالفعل خرابة. وشبرا الإعدادية، بفنائها الواسع وفصولها النظيفة التى دخلتها فى عام 1959 فى “فصل المتفوقين”، والتى انتقلت منها، مع نفس الفصل كله تقريبا، فى 1962 إلى المدرسة المواجهة لها، التوفيقية الثانوية، والتى كانت تتميز بحمام السباحة الشهير فيها.. وجدتهما أيضا أقرب إلى “الخرابات” منها إلى أى شىء آخر. لماذا؟ لقد تدهورت تلك المدارس تحت وطأة عديد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التى جعلت تمويل التعليم “المجانى” يتضاءل إلى لاشىء ليزدهر سرطان “الدروس الخصوصية” التى أطاحت ـ وما تزال ـ بالتعليم وبالتربة معا. ولم تجد الطبقات المتوسطة والعليا إلا المدارس “الخاصة” بكافة أنواعها ومستوياتها كى تأمل فيها لأبنائها تعليما حقيقيا! وبقيت الغالبية العظمى من المصريين أسرى لتلك الخرابات. إننى أعتقد جازما أن المواجهة الجادة والحاسمة لمحنة التعليم فى مصر هى المدخل الأساس والجذرى لحل كل مشكلاتها بلا استثناء، إنها المشروع القومى الأول الذى ينبغى التركيز عليه، وأتصور أن مؤتمرا قوميا شاملا للتعليم، يحسن الإعداد والحشد له، له أولوية أتمنى أن نعى خطورتها وحيويتها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرابات كبيرة خرابات كبيرة



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon