توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دعاية سوداء !

  مصر اليوم -

دعاية سوداء

د.أسامة الغزالى حرب

ساقتنى الصدفة، وأنا أقضى بضعة أيام فى الساحل الشمالي، فى أثناء تقليب قنوات التليفزيون بالـ «ريموت كنترول» أن أشهد بضعة دقائق من القناة المسماة «الجزيرة مباشر مصر»،
 وشاهدت المذيع (الذى يحمل للأسف الجنسية المصرية) ويدير حوارا مع ضيفين مصريين أولهما طبيبة لا استطيع أن اجزم بهوية سياسية لها، متعاطفة مع الشعب الفلسطينى فى غزة ضد الوحشية الإسرائيلية،أما الثانى فهو طبيب «إخواني» كان يتحدث كاذبا، بطريقة تثير الدهشة و الرثاء معا، عن محاربة الإسلام فى مصر وعن منع صلاة التراويح! وتبع هذا نشرة لأخبار مصر! تخللتها فقرة تتضمن تسجيلات لعدد من الشخصيات الدولية الى تدين محاكمة بعض مراسلى الجزيرة فى مصر باسم حرية الإعلام! غير أن ما شهدته من برامج كان ينطوى بوضوح على الرد القاطع على أولئك المتباكين على حرية الإعلام، وعلى حرية صحفييى الجزيرة المقبوض عليهم! هل «الجزيرة مباشر مصر»، وأنا هنا أطرح هذا السؤال على أساتذة الإعلام فى مصر، تنتمى إلى مجال «الإعلام»؟ ولكى يكون سؤالى واضحا، فإننى أكرر أننى لا اتحدث عن قنوات الجزيرة العامة، سواء بالعربية أو بالإنجليزية، وإنما أتحدث عن “مباشر مصر”! إن هذه القناة لا علاقة لها بالإعلام بالمعنى العلمى بأى صلة، إنها إحدى أدوات الدعاية ، أو على وجه أدق «الدعاية السوداء» التى تستخدم فى الصراعات الدولية كأداة للحرب النفسية التى أخذ العالم يعرفها منذ الحرب العالمية الأولي. الدعاية السوداء هى معلومات ومواد زائفة و كاذبة تستخدم من طرف معاد لتشويه «العدو»، والسمة الرئيسة للدعاية السوداء هى أن الجمهور الذى تستهدفه لا يدرك عادة أن جهة ما تسعى إلى التأثير عليه، وأنه يدفع إلى اتجاه معين. الدعاية السوداء هى أحد مظاهر الحرب النفسية التى عادة ما تخفى مصدرها، وتسعى إلى نشر الأكاذيب والمواد الزائفة والخادعة، ولذلك فإن الذين يعملون فى مثل تلك القنوات ليسوا إعلاميين بالمعنى المهنى السليم، وإنما هم موظفون أو عملاء فى شبكة للحرب النفسية وللدعاية السوداء. هذا كله يطرح أسئلة كثيرة حول كيفية التعامل معهم، وكذلك حول دور الإعلام الحقيقى (العام والخاص) وكذلك دور وزارة الثقافة فى كشف ومواجهة تلك الدعاية السوداء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاية سوداء دعاية سوداء



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon