د.أسامة الغزالى حرب
الرئيس السيسى منذ الأمس فى زيارة لروسيا بدعوة من الرئيس بوتين للمشاركة فى الاحتفالات بذكرى انتصار روسيا (الاتحاد السوفييتى سابقا) فى الحرب العالمية الثانية. ففى يوم 9 مايو 1945 (أى منذ سبعين عاما بالضبط) دخلت القوات السوفيتية مدينة برلين،
منهية بذلك الفصل الأكبر فى تلك الحرب، (بدأت فى سبتمبر 1939 وانتهت فى أوروبا فى سبتمبر 1945 وانتهت فى آسيا بضرب اليابان بالقنبلتين الذريتين على هيروشيما وناجازاكى فى أغسطس من نفس العام).
والواقع أن الحرب الألمانية – السوفيتية، فى غمار الحرب العالية الثانية كانت الأكثر دموية على الاطلاق، وكان طرفاها قد استعدا لها بالتوافق على توقيع معاهدة "عدم اعتداء"(!) وقعت فى موسكو فى اغسطس 1939 بين وزيرى خارجية البلدين، فكانت فى الواقع صفقة مطلوبة من كليهما : من الروس للاستعداد العسكرى وتصنيع الأسلحة الكافية، ومن الألمان للفراغ أولا من الحرب على الجبهة الغربية ضد الانجليز والفرنسيين.
ولذلك، لم تصمد المعاهدة كثيرا واقدمت ألمانيا على غزو الاتحاد السوفييتى فى يونيو 1941 وتوغل الجيش الألمانى فى الأراضى الروسية شرقا، ولكن طول المسافات وظروف الشتاء القارس، كانت عناصر فى صالح القوات السوفيتية المقاومة، ووقعت فى ستالينجراد واحدة من أكثر المعارك دموية فى التاريخ يقدر من قتلوا فيها فقط بمليون ونصف مليون انسان.
وكان دحر الجيش الالمانى فى ستالينجراد بداية لتقدم الجيش الأحمر غربا فى أوروبا إلى أن وصل إلى برلين فى 9 مايو 1945.
لقد كان ثمن النصر على جيوش هتلر ودحر القوى النازية هائلا، يقدر بما يصل إلى 27 مليون انسان، منهم حوالى 20 مليون مدنيا.
أن احتفال روسيا اليوم بذكرى النصر جدير بالتهنئة من مصر ورئيسها وشعبها، وينطوى على درس عميق وهو أن حرية الشعوب ودحر قوى العنصرية والكراهية لا تتم بلا ثمن أبدا.