بقلم د.أسامة الغزالي حرب
إلى الشعب الإيطالى العظيم.. أكتب هذه الرسالة بصفتى مواطنا من بين ملايين المصريين، بمناسبة الأزمة التى تمر بها العلاقات بين بلدينا،التى خلفها الموت المأساوى لابنكم الشاب النابه جوليو ريجينى على أرض بلدنا! إننى أشارككم قلقكم وغضبكم المنطقى والواجب لما حدث لجوليو ، فالمشاعر الانسانية لا وطن لها، وما حدث له هو أمر بشع وشائن لا يمكن قبوله أو نسيانه. إننى ايضا اشارككم إصراركم على معرفة الحقيقة كاملة فذلك هو المطلب المنطقى والوحيد والمشروع عندما يتعرض أى مواطن، أى إنسان، إيطاليا كان أو مصريا أو من أى جنسية لمثل تلك الجريمة البشعة. وسوف نسعى معكم للوصول إلى مرتكب هذه الجريمة، التى ارتكبت ليس فقط فى حق مواطن إيطالى برىء، وإنما ايضا فى حق مصر وسمعة شعبها و نظامها، وبكل ما ترتب على ذلك من تداعيات اقتصادية وسياسية شديدة السلبية. إن شعب مصر الآن، لا يقبل ابدا بمثل تلك الممارسات البشعة التى كانت فى مقدمة أسباب ثورته العظيمة فى 25 يناير2011. ولاحظوا أن هناك رئيسين سابقين للجمهورية فى مصرهما الآن رهن السجن والمحاسبة القضائية، أى أنه ليس هناك اليوم فى مصر من هو فوق القانون أو فوق المحاسبة والمساءلة، وأنا أدعو هنا إلى ان يقدم المسئول عن تعذيب جوليو ريجينى للعدالة، احتراما للمبادئ التى قامت عليها الثورة المصرية وحفاظا على كرامة مصر ومصالحها الحيوية. وأخيرا..أذكركم بالعلاقات الفريدة القديمة بين بلدينا والتى ينبغى ان نحرص على استمرارها وازدهارها، إنها العلاقات التى تمتد الى العصور القديمة منذ أيام انطونيو وكليوباترا، والتجارة المزدهرة فى العصور الوسطى بين مصر ودويلات ايطاليا ، ثم كانت إيطاليا فى مقدمة البلاد التى اتجه إليها محمد على باشا فى سعيه لبناء مصر الحديثة، فكان بناء الأوبرا وكورنيش الاسكندرية وغيرهما كثير. وإيطاليا ريجينى هى نفسها إيطاليا فيردى صاحب اوبرا عايدة... واخيرا لا ننسى أن ايطاليا كانت فى مقدمة من دعموا الثورة المصرية. لكل هذا دعونا- بعد أن نصل معا إلى الحقيقة – أن نتغلب على آلامنا، ونتطلع لغد مشرق لعلاقات حميمة مع بلد صديق وعزيز.