بقلم د.أسامة الغزالي حرب
نعم، شر البلية ما يضحك! و أقصد بذلك واقعة اختطاف طائرة مصر للطيران، رحلة رقم 181 صباح امس الثلاثاء (29/3) خلال رحلتها من مطار برج العرب بالاسكندرية إلى مطار القاهرة، و تحويل مسارها إلى مطار لارنكا فى قبرص. إننى لم أعرف- من مصادر الأنباء المتاحة حتى كتابة هذه السطور- دوافع اختطافها، و لماذا كان الاختطاف إلى قبرص؟
على أى حال فإن الخبر، بمجرد اذاعته صباح أمس الباكر، احتل رؤوس نشرات الاخبار فى أغلب القنوات العالمية فضلا عن المحلية، حاملا كثيرا من المفارقات أو البلايا التى تثير الضحك، و لكنه فى حالتنا هذه ضحك كالبكا! أولى هذه البلايا كانت التضارب فى اسم المختطف حيث اذاعت المصادر الحكومية أنه الدكتور إبراهيم سماحة، ثم ظهرت المفاجأه عندما تحدثت زوجته، د. نهلة لتعرفنا بأن زوجها أستاذ جامعى فاضل عمره 56 عاما و أنه بين الركاب المختطفين! أما ثانية البلايا فكانت رواية »الحزام الناسف« الذى يحمله المختطف، والتى ظهر بسرعة أنها كانت مجرد قصة مختلقة، لأنها لو صدقت لأطاحت بكل الجهود التى تبذل لتشديد اجراءات السلامة فى المطارات.ومع ذلك، يبقى السؤال مشروعا حول ما استخدمه الخاطف لترويع طاقم الطائرة، و سؤال آخر لا يقل أهمية عن أفراد الأمن بالطائرة و ماذا فعلوا فى تلك الأزمة. أما ثالثة البلايا فتمثلت فى المؤتمر الصحفى لوزير الطيران المدنى السيد شريف فتحي، الذى كرر المعلومات التى كان يعرفها الصحفيون ، و عندما أخذوا يسألونه عن معلومات اضافية ، مثل الاستفسار عن جنسيات المحتجزين على الطائرة، قال إنها عنده بالضبط و لكنه لن يتحدث عنها لأسباب أمنية؟! علما بأن الأسماء كانت منشورة على مواقع عديدة! و عندما سئل عن موضوع الخلط فى اسم د. سماحة رفض تأكيد المعلومة الصحيحة، فكان نموذجا لوزير «ما يعرفش حاجة» على غرار «شاهد ما شافش حاجة».وأخيرا أهمس فى ذهن «السفير» حسام قاويش و أقول له إن اسم المطار هو «لارنكا»، و ليس «لارينكا» كما كرر فى مداخلته بالتليفزيون!