د.أسامة الغزالي حرب
أعتقد أن تلك هى التسمية الأدق للطريق الدائرى الذى يحيط بالقاهرة ويلتف حولها مرورا بالقاهرة الجديدة والمعادى والمنيب ....إلخ هذا الطريق أسلكه كثيرا ،
خاصة فى الذهاب من القاهرة الجديدة إلى مدينة السادس من أكتوبر. وأقول بكل صدق و أمانة أننى أكاد أشهد "يوميا" حادثا أو أكثر على هذا الطريق تتراوح بين حادث تصادم بسيط، وتلك هى النسبة الصغيرة، أما النسبة الأكبر من الحوادث فهى مآس بشعة ودموية، بكل معنى الكلمة، والمشهد متكرر : عربة نقل عملاقة، غالبا ماتكون ذات مقطورة وهى منقلبة على جانبها أوعلى ظهرها بالكامل، مدمرة بنسب متفاوتة، وبجانبها سيارات ملاكى و أجرة محطمة ومتناثرة هنا و هناك ، وتصور بعد ذلك منظر البشر الذين كانوا فيها. أما المشهد الكارثى الأكبر فهو عندما يكون الصدام بين سيارتى نقل عملاقتين، وإحداهما أو كلتاهما بمقطورة! آخر مرة شهدت فيها ذلك المنظرالمريع كان يوم الأول من أمس (الثلاثاء 6 مايو) حوالى الحادية عشرة مساء ، وكان منظر إحدى سيارتى النقل المحطمة واجهتها يوحى بأنها دخلت بكل قوتها وسرعتها فى السيارة الأخرى، بحيث أصبحت كابينة القيادة، بتعبير دقيق "معجونة" عجنا ، استحال البشر فيها إلى أكوام من اللحم و الدماء! إنها مأساة تكاد تتكرر يوميا، والطريق هو الطريق، والإهمال هو الإهمال. فأجزاء كثيرة من الطريق فى ظلام دامس، ولا توجد أية إشارات مرورية ولا أية علامات من النوع الذى يوجد فى أفقر و أبسط الدول. ولا يوجد أى شكل لرقابة مرورية من أى نوع ولا مظهر لأى دوريات من أى شكل ! كيف يتم الاتصال بالإسعاف ومتى تأت؟ كيف يتم الاتصال بالشرطة ومتى تأت؟ التليفون المحمول حل جزءا من مشكلة الاتصال، ولكن المهم أن يأتى من اتصلت بهم! إنه الإهمال الذى أبدعنا فيه فتفوقنا على أنفسنا. هل يصح هنا أن أناشد الرئيس القادم ؟ نعم، أناشده أن يبدأ اولا، وقبل كل شىء، أن يعيد احترام القانون و إقرار النظام، قبل أى حديث عن سياسات وبرامج الصحة و الإسكان والتعليم ...إلخ "القانون و النظام" لإعادة هيبة و احترام الدولة، والمجتمع، والبشر، وبعدها يسهل أى شىء آخر!.
"الأهرام"