توقيت القاهرة المحلي 14:39:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق الموت

  مصر اليوم -

طريق الموت

د.أسامة الغزالي حرب

أعتقد أن تلك هى التسمية الأدق للطريق الدائرى الذى يحيط بالقاهرة ويلتف حولها مرورا بالقاهرة الجديدة والمعادى والمنيب ....إلخ هذا الطريق أسلكه كثيرا ،
خاصة فى الذهاب من القاهرة الجديدة إلى مدينة السادس من أكتوبر. وأقول بكل صدق و أمانة أننى أكاد أشهد "يوميا" حادثا أو أكثر على هذا الطريق تتراوح بين حادث تصادم بسيط، وتلك هى النسبة الصغيرة، أما النسبة الأكبر من الحوادث فهى مآس بشعة ودموية، بكل معنى الكلمة، والمشهد متكرر : عربة نقل عملاقة، غالبا ماتكون ذات مقطورة وهى منقلبة على جانبها أوعلى ظهرها بالكامل، مدمرة بنسب متفاوتة، وبجانبها سيارات ملاكى و أجرة محطمة ومتناثرة هنا و هناك ، وتصور بعد ذلك منظر البشر الذين كانوا فيها. أما المشهد الكارثى الأكبر فهو عندما يكون الصدام بين سيارتى نقل عملاقتين، وإحداهما أو كلتاهما بمقطورة! آخر مرة شهدت فيها ذلك المنظرالمريع كان يوم الأول من أمس (الثلاثاء 6 مايو) حوالى الحادية عشرة مساء ، وكان منظر إحدى سيارتى النقل المحطمة واجهتها يوحى بأنها دخلت بكل قوتها وسرعتها فى السيارة الأخرى، بحيث أصبحت كابينة القيادة، بتعبير دقيق "معجونة" عجنا ، استحال البشر فيها إلى أكوام من اللحم و الدماء! إنها مأساة تكاد تتكرر يوميا، والطريق هو الطريق، والإهمال هو الإهمال. فأجزاء كثيرة من الطريق فى ظلام دامس، ولا توجد أية إشارات مرورية ولا أية علامات من النوع الذى يوجد فى أفقر و أبسط الدول. ولا يوجد أى شكل لرقابة مرورية من أى نوع ولا مظهر لأى دوريات من أى شكل ! كيف يتم الاتصال بالإسعاف ومتى تأت؟ كيف يتم الاتصال بالشرطة ومتى تأت؟ التليفون المحمول حل جزءا من مشكلة الاتصال، ولكن المهم أن يأتى من اتصلت بهم! إنه الإهمال الذى أبدعنا فيه فتفوقنا على أنفسنا. هل يصح هنا أن أناشد الرئيس القادم ؟ نعم، أناشده أن يبدأ اولا، وقبل كل شىء، أن يعيد احترام القانون و إقرار النظام، قبل أى حديث عن سياسات وبرامج الصحة و الإسكان والتعليم ...إلخ "القانون و النظام" لإعادة هيبة و احترام الدولة، والمجتمع، والبشر، وبعدها يسهل أى شىء آخر!.
"الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق الموت طريق الموت



GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

GMT 07:54 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مخاطر الهزل في توقيت لبناني مصيري

GMT 07:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

لعنة الملكة كليوباترا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon