د.أسامة الغزالي حرب
وفقا لآخر الأرقام التى رصدتها قبل أن أكتب كلمتى تلك، فإن حصيلة العملية الإرهابية التى وقعت فى مساء الخميس الماضى (29/1) فى مدينة العريش وصلت إلى 40 شهيدا من القوات المسلحة و المدنيين، و قرابة 69 مصابا.العملية بهذا الحجم ليست صغيرة، و تنطوى على تصعيد لا يمكن تجاهله.
إننى أتفق مع تقدير المتحدث العسكرى باسم الجيش المصرى بأن ذلك الاعتداء هو جزء من المعركة مع العناصر الإرهابية فى شمال سيناء ، وأنه نتيجة للضربات التى وجهتها القوات المسلحة و الشرطة ضد البؤر التى استفحلت هناك. غير أن العملية تظل توحى بلا شك بحجم و خطورة السرطان الإرهابى الذى زرع و ترعرع فى شمال سيناء، و تثبت أنه ما يزال هناك المزيد من الجهد الذى ينبغى عمله لاستئصاله من هناك. غير أن هذا التهديد الخطير لمصر و لأرواح أبنائها و لأمنها القومى يتضح بكامل أبعاده عندما نشاهد أن هؤلاء الذين يقتلون أبناءنا و اشقاءنا فى شمال سيناء إنما يظاهرهم و يدعمهم آخرون سياسيا فى خارج مصر، ظهروا منذ يومين فى واشنطن فى "نادى الصحافة القومى" يعلنون عن اجتماعهم "المثمر" فى الخارجية الأمريكية.
وإذا كان الأمريكيون قد أرادوا – كعادتهم- أن يبقى اتصالهم بالإخوان سرا، فإن الأخيرين حرصوا بالطبع على الإعلان عنه ليشدوا أزر "إخوانهم" هنا فى الداخل، ويطمئنونهم على مساندة وتشجيع سيدهم فى البيت الأبيض! معركة الشعب المصرى والدولة المصرية إذن أكبر وأشمل من مجرد مواجهة لعمليات إرهابية متقطعة، و لكنها حرب شاملة لها أبعادها السياسية الخارجية، مثلما أن لها أبعادها الداخلية. وهى بتلك السمات إنما تستلزم استراتيجية وتكتيكات تتناسب معها ، بل وتستوجب – فى تقديرى- مراجعات جذرية هامة. وليس لنا خيار، فقد فرض القتال علينا وهو كره لنا، فلا مفر من الإستجابة المناسبة لخطورة التحدى، ولا بديل عن النصر!.