توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى تعريف الإرهاب !

  مصر اليوم -

فى تعريف الإرهاب

د.أسامة الغزالي حرب

بمناسبة مشروع قانون مكافحة الإرهاب، و الذى قرأت نصا كاملا له على موقع جريدة الشروق (4/7) لفت نظرى فى المادة الأولى من المشروع المقترح تعريف »العمل الإرهابى« بأنه..«كل استخدام للقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع فى الداخل و الخارج بغرض الإخلال بالنظام العام أو تعريض المجتمع أو مصالحه أو أمنه للخطر، أو إيذاء الأفراد أو إلقاء الرعب بينهم ....إلخ«.

إننى لست متخصصا فى القانون أو التشريع، و لكنى باحث فى العلوم السياسية، وقد سبق لى أن درست بعمق مفهوم الإرهاب فى رسالتى للماجستير من كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى عام 1978 (أى منذ 37 عاما)، وقد خلصت فيها إلى الصعوبة البالغة التى تكتنف محاولة تعريف »الإرهاب«، لدرجة أن باحثا من هولندا اسمه اليكس شميد ألف كتابا عام 1983 جمع فيه مائة وتسعة تعريفات للإرهاب وضعها الباحثون والمتخصصون بين عامى 1936 و1981.

أعتقد أن أسوأ شىء هو أن يكون تعريف الجريمة الإرهابية فضفاضا لا يساعد فى الحقيقة على مكافحة الظاهرة بقدر ما يجعلها تهمة شائعة تختلط بتهم أخرى فى القوانين العادية وبناء عليه فإننى أعتقد أن أهم معيار لتحديد معنى الجريمة الإرهابية على نحو قانونى و سياسى واضح لا يختلط بغيرها، هو أنها لا تتجه إلى ضحية بعينها، بل إنها تتتجه للقتل على نحو عشوائى بقصد إثارة الفزع فى المجتمع كله من خلال وضع عبوة ناسفة فى مكان مزدحم مثلا، لذلك فإن تفجير السيارة المفخخة صباح أمس السبت فى شارع الجلاء بجوار القنصلية الإيطالية هو نموذج كلاسيكى للعمل الإرهابى. الإرهاب قد لا يستهدف قتل س أو ص من الناس بالذات ولكنه يستهدف القتل العشوائى بهدف إشاعة الخوف بين أبناء الشعب وإرسال رسالة سياسية لهم بأن الدولة عاجزة أو غير قادرة على حمايتهم.

هنا يثور التساؤل هل بهذا المعيار يعتبر قتل المستشار هشام بركات فعلا إرهابيا، وردى هو أنه أولا جريمة قتل جنائية مع سبق الإصرار والترصد، لكنه أيضا جريمة إرهابية لأنها تحمل بلا شك ترويعا و تحذيرا لآخرين فى الحكم و المسئولون يمكن أن يكونوا مستهدفين. الإرهاب رسالة رعب وتخويف، ولكنه أبدا لن يكون فعالا مع المصريين بالذات !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى تعريف الإرهاب فى تعريف الإرهاب



GMT 15:43 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أين الشرع (فاروق)؟

GMT 15:42 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 15:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 15:40 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سوريّا المسالمة ولبنان المحارب!

GMT 15:39 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 15:37 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة... والخوف الاصطناعي

GMT 15:36 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

اعترافات ومراجعات (87).. ذكريات إيرلندية

GMT 15:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

بيت لحم ــ غزة... «كريسماس» البهجة المفقودة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon