بقلم د.أسامة الغزالي حرب
فى ذكرى مرور تسعين عاما على العلاقات المصرية السعودية (منذ معاهدة 1926 بين البلدين) تستقبل مصر غدا الملك
سلمان بن عبد العزيز. ومع أننى أتحفظ كثيرا فى استخدام وصف «تاريخى» لحدث ما، إلا اننى أعتقد أن هذا الوصف ينطبق بحق على تلك الزيارة...لماذا؟ أولا، لأن العلاقة التاريخية بين البلدين ـ منذ أن ولدت المملكة السعودية على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود- هى علاقة شديدة الخصوصية، لا تعادلها علاقة أى من البلدين بأى بلد آخر، إنها أشبه بعلاقة الرحم ـ إن جاز هذا التعبير هنا. ولذلك فإن أشد الاعاصير السياسية (مثل الخلافات بينهما فى عهد عبد الناصر، أو ما حدث فى عهد السادات بعد توقيع المعاهدة مع اسرائيل) لم تفلح أبدا فى هز جذور هذه العلاقة الفريدة.
ثانيا: أن خصوصية مكانة السعودية فى العالم الاسلامى، المرتبطة بحضانتها وحمايتها ورعايتها الفائقة للمقدسات الاسلامية، وخصوصية وضع مصر فيه المستمدة من دورها ومن أزهرها، تجعلهما معا المنارة الأهم للدعوة الإسلامية المعتدلة والوسطية التى يتطلع العالم لها اليوم فى مواجهة التطرف الذى يهدده باسم الإسلام. ثالثا، أن مصر والسعودية هما بلا شك حجر الزاوية فى النظام الإقليمى العربى الذى يتجسد نظاميا فى الجامعة العربية، والذى يشكل أساس كل تعاون عربى فعال، فلا معنى لوحدة عربية، أو لأى مستوى من التنسيق العربى فى غياب مصر والسعودية. فى ضوء ذلك يبدو واضحا تهافت التخرصات والشائعات عن ضعف أو وهن هذه العلاقة والتى تطلقها أبواق يائسة منبوذة. وعلى العكس فإن هذه الزيارة بالذات حظيت بإعداد جيد يبشر بأن تكون نقطة تحول، و قفزة إلى الأمام فى العلاقات بين البلدين. مرحبا بالعاهل السعودى الكبير بين اشقائه فى مصر التى أحبها، والتى تحبه وتقدره، وترحب به وبالوفد الكريم المرافق له.