د.أسامة الغزالى حرب
لست ناقدا فنيا، ولا امتلك مؤهلات النقد الفنى المتخصص، ولكنى اتحدث هنا كمشاهد «غير متفرغ» . أقصد أننى فى بداية شهر رمضان،
وأمام طوفان “المسلسلات” التى تتنافس على جذب المشاهدين، لا أنوى، ولا أستطيع- لاسباب عديدة- متابعة كل أو معظم المسلسلات ، واعتقد ان هذا امر منطقى يشاركنى فيه كثيرون، ولذلك فإننى- فى بداية الشهرالكريم- عادة ماألقى نظرة سريعة على ما هو متاح، لاختار واحد أحرص على متابعته بقدر الإمكان ، مستعينا بآراء النقاد، وبانطباعات الأهل والأصدقاء. ولم يكن من الصعب أن يكون اختيارى هذا العام هو مسلسل “سجن النسا”. هناك بالطبع اعمال مهمة أخرى ، وأقصد بالذات نوعين من الأعمال: اولهما، الأعمال التاريخية التى تمثلت فى “سراى عابدين” و”صديق العمر”. وبرغم تقديرى للجهود التى بذلت فيهما فإن انطباعى هو أن مثل هذه الأعمال “التاريخية”، تحتاج لدرجة من الإتقان والتخصص فى كتابتها أكبر بكثير مما أظهره هذان العملان، فضلا عن بعض اللمسات المتعلقة بتجسيد الشخصيات. فلم يقنعنى مثلا دور “جمال عبد الناصر” الذى غامر بلعبه بإخلاص “جمال سليمان”، فشخصية عبد الناصر الكاريزمية، وقوامه الفارع، ونظرته الحادة، وصوته المميز، وروحه الثورية المتمردة...جعلت هناك فجوة هائلة بين الأصل و الصورة، على عكس جمال سمرة الذى ربما بدا أكثر اقترابا من تجسيد شخصية عبد الحكيم عامر. أما مسلسل “سراى عابدين”، فربما كان الشىء الوحيد الملفت فيه هو أداء الفنانة الكبيرة “يسرا”، ولكن المسلسل ملىء بالعديد من الأخطاء فى تفاصيل الكتابة و الأداء، التى تضعف منه كثيرا، وتعطى الإنطباع بأنه محاولة غير ناجحة لتقليد المسلسل التركى “حريم السلطان”. إن قصر عابدين أكبر بكثير من “الحريم” ومكانهم فيه، وإلا كان من الأجدى تسميته :”حريم عابدين”! أما النوع الثانى من الأعمال فهو ذلك الذى يتمحور حول “نجم لامع”، والذى تمثل فى عادل إمام فى “صاحب السعادة”، ويحيى الفخرانى فى “دهشة”. ومن منا لا تجذبه حرفية و اتقان ، كوميديا عادل إمام، ودراما يحيى الفخرانى؟ وبالطبع ، هناك مسلسلات و أعمال أخرى ولكن للأسف لا استطيع مشاهدتها، اما “ سجن النسا” فموعدنا معه فى الحلقة المقبلة!